مخلد الشمري
لم أؤيد ولم اطبل وازمر نهائيا في احاديثي او كتاباتي لتلك «الخرافة» المسماة باسقاط قروض المواطنين، والتي صدقها وبلعها كثير من السذج، رغم اني اعاني اشد الامرين، اقتصاديا ونفسيا نتيجة تكبيل نفسي «بنفسي» يوما ما بقرض بنكي، اقترضته، وانا بكامل قواي العقلية، لكن في غياب الحكمة وبحضور قوي لسوء تدبير الامور فابتليت بعد ذلك بالقيمة الكبيرة لقسط القرض الشهري، فكان الذي مازلت اعاني منه الأمرّين حتى اليوم.
وعندما أنشأت حكومتنا «مشكورة» صندوق المعسرين او المتعثرين والذي لا يذمها وينتقدها على انشائها له سوى هؤلاء المتاجرين بـ «بخرافة» اسقاط قروض المواطنين تقدمت كغيري من المعسرين الحقيقيين بمستنداتي للصندوق آملا اي مساعدة «مشكورة» تقرر بعد دراسة حالتي ومستنداتي، وفعلا تلقيت قبل ايام قليلة اتصالا تلفونيا يدعوني للحضور وتوقيع عقد جديد لجدولة القرض، خفض بموجبه قسطي الشهري الى النصف، بحيث اصبحت بعد ذلك اعاني «مرا» واحدا وليس امرّين، لكنه «مر» بطعم «الحلو»، سيجعلني انهض مجددا من عثرتي الاقتصادية والنفسية وقبلها جعلني اؤمن فوق ما انا مؤمن ومسلم به ان جمائل وافضال هذا الوطن تجاه مواطنيه لا تحصى ولا تعد ولن تنتهي رغم ان اغلبيتنا الساحقة كمواطنين لم تقدم شيئا ملموسا لهذا الوطن.
مقابل ذلك، يخرج احد هؤلاء الفرحين باطلاق مسمى «ناشط سياسي» على انفسهم رغم عدم فقههم بالسياسة ورغم انهم ليسوا بناشطين سوى في ازعاج واشغال الوطن والتقليل الدائم من قيمة الاشياء التي يقدمها للمواطنين، يخرج بتصريح اجوف يصف به صندوق المسرحين الذي انشأته الحكومة مشكورة لمساعدة جميع المسرحين من القطاع الخاص بأنه صندوق لا يسمن ولا يغني من جوع، مصورا هؤلاء المسرحين وكأنهم على شفا الموت والفناء، متناسيا وبتعمد ان الحكومة دعت من تنطبق عليهم الشروط لتقديم طلباتهم للصندوق والاستفادة منه حتى بأثر رجعي، ومع ذلك لم يتقدم حتى هذه اللحظة سوى بضع عشرات، وهو عدد منخفض جدا جدا جدا مقارنة بالاعداد الهائلة غير الصحيحة المخيفة التي ذكرها من تاجروا بمشكلة المسرحين من القطاع الخاص، فبانت اباطيل واكاذيب والاساليب الملتوية لهؤلاء الذين تاجروا بمشكلة المسرحين واستخدموها في الاسابيع الماضية قناعا كاذبا خادعا لتمثيل ادوار البطولة والمعارضة ودور ادعاء الخوف على مصالح المواطنون.
وعلى رأسهم هذا الناشط الذي ركب بسهولة موجة الاتجاه لهواية السياسة في البلد بعد ان نشط جيبه وامتلأ من العمل بالقطاع الخاص الذي منح به تسهيلات «سلطانية» قلما تمنح للآخرين جعلته يفكر فيما هو اكبر والوصول للبرلمان، لكنه في كل مرة يصطدم بـ «حوت» قبيلته المرشح معه في الانتخابات الفرعية.
ربما كنا سنغض النظر او سنعذر وافدا ما لو أنكر وجحد فضائل الكويت ونرجع ذلك لنوعية ضميره واخلاقه، اما ان يفعل ذلك بعض المحسوبين على الوطن كمواطنين هنا لا نمتلك الا التصدي لهم وفضحهم هم وخزعبلاتهم.
[email protected]