لا تكاد تمر فترة قصيرة وأخرى حتى نقرأ في وسائل الاعلام عن قيام نجم او فنان عالمي - بالطبع ليس بينهم اي فنان عربي - «بالتبرع» بمبالغ مالية كبيرة لأعمال الخير، وآخر خبر قرأته هو تبرع نجمة هوليوود السينمائية أنچلينا چولي وزوجها النجم براد پيت في عام 2008 بمبلغ 6 ملايين دولار لاعمال الخير والاغاثة، وهو ضعف المبلغ الذي تبرعا به في عام 2007!
مقابل ذلك يقل جدا الى درجة الندرة ان نقرأ عن تبرع فنان او نجم عربي بأي مبلغ ذي قيمة لأفعال الخير رغم جمعهم اموالا كثيرة جدا لا يستحقونها مقابل التفاهات التي يقدمونها او يمثلونها او يغنونها، وان قام احدهم نادرا بفعل شبه خير، فإنه يصاحبه بهوجة اعلامية وببهرجة تؤكد ان ما قام به هو لمجرد الاستعراض وليس أكثر!
قد يقول خبيث ما ان مشاهير الغرب يتبرعون ليتجنبوا دفع ضرائب اكثر على دخولهم، وحتى لو افترضنا صحة كلام الخبيث هذا، فإني اسارع بالرد عليه، سائلا: هل تبرع فنان او نجم شهير عربي حتى بـ 5% فقط لا غير من المبلغ الذي تبرعت به وبكل حب لاعمال الخير الممثلة الشهيرة والانسانة الرائعة النجمة أنچلينا چولي وزوجها النجم الرائع براد پيت؟ رغم ان فناني ومشاهير ونجوم العرب لا يدفعون ضرائب نهائيا كما في دول الخليج او يتهربون دائما من الافصاح عن دخولهم لدفع الضرائب في الدول العربية الاخرى؟
وان دفعوها، فإنهم لا يدفعونها الا خوفا ورعبا لتجنب احكام غيابية بالسجن او بإلقاء القبض عليهم وذلك كما نقرأ دائما وكثيرا في وسائل الاعلام العربية؟!
وباختصار اي شــخص يحب ويعجب بمشاهير وبفــــناني وبنجوم الغرب، يحبهم ويعــــجب بهـــم اكثر واكثر عندما يقرأ خــبرا عن تبرعــــاتهم الهائلة المتكررة لاعمال الخير، وعن «تبنيهم» للأيتام من مختلف الاعراق وعن مشاركاتهم المجانية التي لا تحصى في حفلات لجمع اموال لمكافحة المجاعات والأمية والجهل والفقر والامراض، وعن جولاتهم الدائمة بين المنكوبين والمشردين بسبب الكوارث الطبيعية او الحروب للتخفيف عنهم ولمواساتهم ولجلب الانظار لمآسيهم، وبالتالي يقتنع ويتأكد اي شخص من استحقاق هؤلاء المشاهير من النجوم وبجدارة لألقابهم التي لم تأت من محسوبية او من صدفة او من فراغ!
اما هؤلاء الذين يسمون وبكل سهولة نجوم وفناني ومشاهير العرب، وبالذات في هذه الايام فهم ليسوا اكثر من فقاعات تصنعها المحسوبية في وسائل الاعلام، فينسيهم المال والشهرة اللذان لا يستحقهما معظمهم الساحق جدا، أنهم بشر وعليهم في اقل الاحوال الاحساس والشعور بمعاناة وبمآسي وبفقر وبحاجة بشر مثلهم من العرب او من مواطني دولهم ان لم يريدوا الذهاب بتبرعاتهم بعيدا!
[email protected]