رغم حداثة عمر بلدنا كبلد مستقل منذ 50 عاما تقريبا الا انه يبدو لمن يحبه ويقلق عليه مثل بلد مسن ومترهل ومتخم بالجراح والمشاكل والازمات التي يفتعلها ويخلقها ويوجدها له في أغلب الاوقات «مدعو» المواطنة بالاسم فقط حيث لا وجود للقلق وللخوف على الكويت ومستقبلها في نفوسهم وعقولهم وان ادعوا عكس ذلك!
وانه لامر بالغ الصعوبة علينا كمواطنين نقلق ونخالف ونحب ونعشق هذا الوطن الطيب، أن نشاهد كل هذا العبث اليومي وكل تلك الفوضى والمشاكل والازمات، دون ان يكون بأيدينا إيقافها، ورغم ذلك لا خيار أمامنا في هذه الظروف البالغة الصعوبة سوى الثقة ببلدنا بقيادة اسرة الخير الطيبة الكريمة الحاكمة، ولهذا وبقوة «سيساند» كل الكويتيين المخلصين والموالين فقط لهذا البلد كل الطرق والاجراءات التي ستقوم بها السلطات لكي لا يعبث مجددا بالوطن ومقدراته عديمو الاحساس الذين ادمنوا العبث وافتعال الازمات، فقط لان اسرة الحكم الكريمة طولت عليهم البال، واحترمتهم واكرمتهم اكثر مما يستحقون ولكنهم لم يقدروا هذا الاحترام والكرم.
لم يعد بإمكاننا التألم أكثر مما نحن متألمون على حال البلد اليوم، بسبب عبث ولا مسؤولية الفوضويين ـ على أشكالهم ـ ولكننا لم نصل بعد الى الحد المخيف الذي لن نستطيع به القدرة على ان نحلم بكويت مستقرة وراقية ومطمئنة ومتطورة، تكون بها السيادة فقط للقانون، ويكون بها الولاء فقط لاسرة الحكم وليس لأي شيء آخر، لان غير ذلك معناه نسيان ابدي للفرح وللبهجة وفقدان الامل بالعيش ببلد عصري آمن!
نعم انه لشيء غريب وأعجب من عجيب ان تدمر الرفاهية مجتمعا يحسده عليها الآخرون، وقد منح تلك الرفاهية دون اي تضحيات ودون اي شيء يدفعه افراد المجتمع لسلطات البلد مقابل هذه الرفاهية!
وصدق من قال ان اسوأ المجتمعات هي المجتمعات التي يكون ثرثاروها اكثر من مفكريها!
[email protected]