ضروري جدا أن تستمر ـ إلى ما لا نهاية ـ عمليات مطاردة وملاحقة ومحاسبة ومحاكمة ومساءلة البعثيين في العراق حتى لا يتسللوا تحت مسميات خادعة الى مؤسسات العهد الديموقراطي العراقي الحر الجديد، خاصة أن الأغلبية الساحقة من البعثيين الذين يدعون عدم وجود أي صلة لهم بجرائم البعث لم يعلنوا وحتى هذه اللحظة براءتهم واستنكارهم من أفعال وجرائم حزبهم البائد وقت تسلطه على العراق، وفوق ذلك مازال بعض منهم من الذين نجحوا خلسة في التسلل الى مؤسسات العهد الجديد يستغلون صفاتهم وحصانتهم للمدح وللثناء والترحم ـ جهرا ـ على زمن المجرم المشنوق صدام.
وقبل أن يتساءل أحد ما عن دخل كاتب كويتي بشأن عراقي داخلي خالص، أجيبه مقدما بأنه يحق لأي مواطن كويتي أن يدلي برأيه قولا أو كتابة وقتما يشاء بمسألة اجتثاث بعث العراق، فنحن في الكويت من أكثر الذين تضرروا من غدر وكذب وإجرام وقباحة ونجاسة ولا إنسانية بعثيي وبعث العراق، ولا مانع لديّ من وضع أصابع يديّ في عين كل من يقول عكس ذلك، وآه لو كان بيدي الأمر والقرار والصلاحيات، لما اكتفيت فقط بمنع البعثيين من الترشح لعملية انتخابية ديموقراطية لم يؤمنوا بها يوما ما، بل ولجعلتهم عبرة لا مثيل لها لمن يعتبر، لكل من يريد الحلم فقط بأحلامه بعودة البعث للمشاركة في العملية السياسية العراقية وليس الحلم بعودتهم لحكم العراق.
فما فعله البعثيون وارتكبوه من جرائم وتصرفات وأعمال نتنة وقذرة ومرعبة من أول لحظة سوداء سيطروا بها على العراق وحتى لحظة سقوط صنم مجرمهم الأكبر في ساحة الفردوس ـ يجعل ـ مجرد الهمس عنهم بإطراء جريمة كبرى وخيانة عظمى لدماء وأرواح ضحاياهم في كل مكان ارتكبوا فيه جرائمهم، فما بالك بالذي يجب به معاقبة من يمدحهم أو يبرر لهم جرائمهم الشنيعة.
ولكل من يفكر بأن يسامح البعثيين العراقيين المجرمين ولكل من انخدع بمظهرهم الجديد ولكل من يريد أن يمايز ما بينهم ويصنفهم درجات بحيث تتسنى لبعض منهم الفرصة للعمل على الساحة السياسية ـ أقول ـ لا تفكروا بمسامحة أي بعثي، ولا تتعاطفوا أبدا معهم بتصنيفهم درجات ولا تنخدعوا بهم فبعثيو النظام البائد «يبقون» بعثيين أنجاسا، مهما مثلوا الظهور بمظهر الحملان الوديعة، أو بمظهر الأتقياء الورعين أو مظهر الوطنيين الخائفين على العراق ـ فهم ـ شياطين وذئاب مسعورة وغادرة «لن تتورع» عن الإجرام والبطش بالأبرياء ونهش أجسادهم ومصادرة وتدمير ممتلكاتهم متى حانت لهم الفرصة مجددا، فمرارة علقم فقدانهم الأبدي لحكم العراق مازالوا يتجرعونها كل يوم ولا يبدو ان هذا الطعم شديد المرارة سيخف إحساسهم به ولو قليلا مهما حاولوا التظاهر بعكس ذلك.
فلا تسمحوا للبعثيين بتنفس حتى نسمة عليلة واحدة من هواء الديموقراطية العليل الجديد النقي ولا تجعلوهم يشعرون بالأمان والاطمئنان حتى للحظة بسيطة واحدة في العهد العراقي الحر الجديد.
[email protected]