تحية للهند ولكل مواطن هندي بمناسبة الذكرى الـ 60 لتأسيس جمهورية الهند الحديثة، تلك الجمهورية الديموقراطية ذات المليار وثلاثمائة مليون إنسان متعددي الأعراق والديانات واللهجات الا انهم يتفقون على حبهم وولائهم العظيم لوطنهم الساحر الجميل الهند، «هذا البلد» الذي يمضي ويسير بصمت وهدوء ليصبح قريبا جدا احد أهم بلدان العالم في المجالات العلمية والصناعية والاقتصادية.
الهند بلد ساحر ومبهر وعجيب، تجد فيه كل شيء، ولو قضى فيه سائح سنوات وعقودا فلن ينتهي من اكتشافه، والأكثر من ذلك إبهارا وسحرا وجمالا تلك الديموقراطية العظيمة الراسخة هناك، حيث يحترم كل المواطنين الهنود نتائج صناديق الاقتراع التي تجوب بها السلطات الهندية البلاد وتوصلها الى أصعب وأبعد مكان في الهند ليضع فيه المواطن ورقة تصويته حتى لو كان ذلك المكان قرية نائية معزولة لا يمكن الوصول إليها إلا باستخدام الأقدام أو الركوب على الدواب.
الهند بلد يعتمد على نفسه في كل شيء تقريبا، فمن النادر ان تقرأ أو تسمع ان الهند قبلت هبات أو منحا أو مساعدات خارجية وحتى أثناء كارثة سونامي الرهيبة التي ضربت شواطئها ومعها بعض الدول الآسيوية ودمرت كل شيء أمامها، رفضت الهند قبول المنح وأي مساعدات من أموال ومواد إغاثة، متمنية ان توجه تلك المساعدات والأموال إلى دول مجاورة متضررة من الكارثة ولا تمتلك ما تمتلكه من مقدرات للتصدي لكارثة سونامي، ضاربة بذلك مثلا في «الكرامة الوطنية» التي تتناساها بعض الدول حتى في حال عدم وجود كوارث.
الشعب الهندي شعب متواضع وخلوق وجاد ومتفان ومحب للعمل وللحياة وهذا ما يعرفه عنه الجميع، إضافة الى فكرة شخصية لدي كونتها زيارات متعددة للهند وقرأت عن الهند وعن علاقته التاريخية المشهورة مع الكويت «قبل» اكتشاف النفط وبعده، بالإضافة الى التعامل اليومي الشخصي مع مواطنين هنود في الكويت أمثال السيد نانا الطيب صاحب محل مصبغة الملابس في الفريج في السبعينيات، ومرورا بالسيد ماكس الخلوق جدا الذي استأجر وعائلته الملحق في منزل عمي بالثمانينيات والذي كان يرسل لنا كيك عيد الميلاد في أعياد الكريسماس، الى جانب الاحتكاك بكثير من الزملاء الهنود الجادين في العمل خلال 20 عاما زمالة معهم في الوظيفة، وفوق ذلك الحق يقال ان الجالية الهندية التي تعتبر أكثر جالية عددا في الكويت تقول كل الاحصائيات انها أقل جالية ممارسة وتسببا في المشاكل والجرائم بالكويت مقارنة مع عددها.
فتحية عظيمة لجمهورية الهند في عيد تأسيسها الـ 60 من مواطن كويتي معجب بتجاربها ومجتمعها على كل المستويات والتي أهمها التجربتان الديموقراطية والعلمية، وهارد لك لكل الدول والشعوب العربية دون استثناء.
[email protected]