في البداية نقول إن أقل ما يمكننا به وصف الاستجواب المقدم لوزير الإعلام هو انه استجواب لا معنى له وفارغ تماما كأجندات كثير من نواب الأمة، وأجندات الأحزاب والتكتلات والجماعات التي يحسب عليها هؤلاء النواب، فأغلب ما نشاهده اليوم هو ارتجال غير مفهوم لن يفيد الوطن والمجتمع بأي شيء، فمن استجواب فارغ إلى استجواب شخصاني بوضوح ثم إلى استجواب مخيف وتافه، ما أضاع كثيرا من الوقت والجهد، وأدى إلى هذه الفوضى السياسية والمجتمعية العارمة التي نحن عليها منذ مدة ليست بالقصيرة.
هل وزير الإعلام هو المسؤول الأول والأخير والوحيد عن فتنة طائفية وعرقية موجودة قبل السماح بالفضائيات ومغروسة في أنفس كثير من الموطنين قبل إقرار أي قانون للمرئي وللمسموع؟!
وهل وزير الإعلام يتحمل وحده مشاكل وزارة خربها نواب الأمة المتعاقبون بواسطاتهم وتدخلاتهم حتى في الشؤون الفنية التي لا يفقهون فيها شيئا؟!
وهل وزير الإعلام يلام وحده على وزارة اختطفها المتأسلمون قبل قدومه للوزارة بسنوات طويلة، وما عليكم سوى متابعة تصريحاتهم وتهديداتهم قبل أي معرض سنوي للكتاب، أو عند تنقلكم بين برامج قنوات التلفزيون والإذاعة الرسمية لتتأكدوا من ذلك؟!
وبالنهاية نقول كان الأفضل والأجدى من تقديم استجواب لا معنى له لوزير الإعلام تزيد به إضاعة وقت وجهد الدولة، المحاسبة الجادة للمسؤولين عن انتشار ظاهرة رغوة الصابون الخطرة والمرعبة التي أضاعت أموال الناس وصحة كثير منهم، فذلك والله لهو أفضل للمجتمع ملايين المرات من استجواب فارغ لا معنى له لوزير الإعلام.
[email protected]