هو أحد «أفلام» المراحل السابقة، تلك التي «أخرجت» ورأت النور من أجل بعض الترتيبات السابقة حينذاك! من هنا كان السبب الداعي لتتويجه في حفلة قران الزهراء، مع عطارد ليثبت للكل ان هذه الحفلة انما جاءت بمباركة سيد الحارة التي يقطنها وليؤكدوا من خلاله تلك (المجموعة الشمسية) ان هذا المدعو «عطارد» هو أحد نجومهم القادمة، لهذا كانت كل تلك الحالات الممنوحة له من قبل تلك المجموعة الشمسية، إلا أن الطريف في الموضوع ذاته ان ذلك النجم ظهر منطفئا ممسوخا متهلهل الصمود «أخطبوطي» الملامح متشتت الجزئيات، فارغ التجسيد، معدوم الحرارة الطبيعية، بالرغم من اقترابه من المجموعة الشمسية!
فقد أطل بالأمس علينا من خلال العين المجردة، بعد أن كان غائبا لا تراه، ولا تأتي به أقوى «التلوسكوبات»، أطل علينا وهو يطرح ما لا يطيقه عقل عاقل، ولا يتماشى أو يتوافق مع منطق مستقيم! جاءنا يرتدي أثواب النصح وهو أحوج الى النصح، جاءنا يتكلم بما لا يتوافق مع أعماقه، هذا إن كان يمتلك أعماقا كغيره من النجوم المنطفئة بل أطل علينا ولسان حاله يؤكد مدى سطحيته ورهافة ما يغطيه من قشرة ذابلة أكثر مما يدعيه. جاء ليفضي لنا بأسرار اللعبة السياسية وما يمتلكه من معلومات ويراه من دروب غائبة متوارية عن غيره، من مجاميع المخضرمين في هذه المساحة المتألقة بأصحابها، جاء ليبوح لنا بما تجود به خرائط «عقله المتبلد!» جراء ما كان يقوم به من رياضة مسائية في تلك الليالي الخوالي!
أفصح عن حديث أشبه بالهذيان، إن لم يكن هلوسة اختزلها في عقله الباطن وكتمها في عروق «مخه!» المتقلص عن أدنى حدود الوعي، ليطرح أفكارا وأسرارا لا تتناسب مع معطيات المرحلة ولا تتناسب مع ما يسود الساحة من أحداث وقد كان الأجدى به ان يكف عما يقوم به، ويلتزم الصمت «أقلها» حتى لا تعرف الناس أين ذهب، وما حل به ولكنه «أبى» ثم «أبى» إلا أن يكمل مشوار الفيلم الذي كان هو به قدوة لأولئك الكومبارس المحتفلين بتلك الانتصارات الوهمية.