لا أجد أي مبرر لارتفاع عدد الحالات المصابة من الأطفال بسبب استخدام «الرغوة» خلال الاحتفالات الوطنية، كما لا أجد أي مبرر لوفاة اثنين من أبنائنا العاملين في وزارة الداخلية خلال قيامهما بأداء واجبهما في تنظيم الشوارع بسبب استهتار ورعونة بعض الشباب.
لاشك في ان أعيادنا الوطنية تستحق ان نفرح بها وان نقيم لها الاحتفالات فهي أيام ستبقى محفورة في ذاكرة الأمة لما تحمله من ذكريات التضحية والعطاء والفخر والعزة لهذا الوطن الغالي، لكن ان تتحول احتفالاتنا الى مآس وأحزان تعيشها أسر كثيرة بسبب الاحتفال الخاطئ بهذه المناسبات فهذا أمر مرفوض، ويتحمل مسؤوليته الجميع، فأين دور وزارة التجارة من دخول المفرقعات التي تفزع مستخدمي الطرقات؟ وأين هي من دخول منتجات الرغوة التي قد تتسبب في الحوادث عندما يستخدمها المستهترون للرش على السيارات ومرتادي الطرق؟! أين دور وسائل الإعلام من التوعية الحقيقية بأن الاحتفال يجب ان يكون بالأسلوب اللائق والدرجة المناسبة؟ أين دور وزارة الداخلية من توقيف المستهترين وعدم التهاون مع كل سلوك يهدد حياة الآخرين؟!
ان الاحتفال الحقيقي بأعياد الوطن يجب ان يكون بأسلوب يدعو للمزيد من العمل والمزيد من العطاء والإنجاز لنترك للأجيال القادمة ما يفخرون به، ولا يجب علينا ان نتوقف فقط للفخر والفرح بما صنعه أجدادنا وآباؤنا، لكن علينا أيضا ان نحث أبناءنا على تهيئة أنفسهم لتحقيق المزيد وعلى أولياء الأمور ان يكونوا أكثر وعيا وفهما عندما يسمحون لأبنائهم بشراء لعب قد تكون سببا في حزنهم بدلا من اسعادهم.
وأخيرا أهنئ الشعب الكويتي والقيادة السياسية بهذه الأيام وليحفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه.