مزيج التراب مع المطر يطلق عطرا رائعا يبث الفرح في النفس ويبهج الروح..
افتح زجاج نافذتي متثائبا، وأفرك عيني وأختلس النظر الى العالم صباحا..
عبر النافذة موسيقى غريبة النوتات تنتقل عبر الأثير لتصل أذني معلنة انتصار فيروز الدائم في معارك الموسيقى الصباحية..
تدخل من نافذتي بضع نسمات باردة فتصيبني بالقشعريرة للحظات مذكرة جسدا هزيلا ان معطف الحنين يكسوه منذ زمن..
ثم يعم الصمت ويبدأ صراخ الباعة الجوالين ويكسر الصمت صوت ابواحمد بياع القهوة في الساحة، قهوة بخمسين ودبل بـ مية..!
تلك المرأة تجر طفلها خلفها مسرعة للحاق طابور التموين، وذاك الشاب الملتحي يسارع لركوب الباص قاصدا شعبة التجنيد..
صوت عقارب الساعة ايقاع جميل هذا اليوم، حين يصاحبه صوت الرعد.
بضع قطرات تسكن جبيني ثم يبدأ المطر بالهطول مرة اخرى ليغسل ما بقي من غبار السنين..
دفتري المريض يتنفس الوحدة الآن، ستارة غرفتي تسأل وجودهم..
كالصدفة نتقابل في رحلة الحياة في يوم ماطر، ثم نعيش ما بقي من عمرنا نادمين على تلك اللحظات او منتظرين تكرارها..
جميعنا مهاجرون على ميناء الحياة، هكذا هي الأمور..
ما بين حلمي وحقيقة ما أروي، يبكي الحبر على دفتري، ثم أهم بإغلاقه فتقلب الرياح صفحة أخرى معلنة نهاية يوم ماطر..!