على اشارة المرور..
يجلس احمد واخوه زياد ساعات طويلة منتظرين توقف اشارة المرور مرات ومرات خلال النهار، قمة سعادة الطفلين في وقت الذروة وازدحام السيارات، في الثامنة صباحا وفي الواحدة ظهرا.
امهم المريضة منذ سنين ومنذ ان استشهد رب الأسرة عاجزة عن اعالة اسرتها المكونة من الطفلين واختهم الصغيرة ريم.
ابو حسان سائق أجرة اب لأربعة اطفال أصغرهم في الرابعة واكبرهم في الصف التاسع، يعمل على تكسي اجرة ضمن مدينة دمشق، وردية صباحية ووردية مسائية، وحين تسأله عن الإرهاق يجيبك بأن تلك الأفواه الجائعة تحتاج الى من يطعمها.
جلس احمد وزياد على الرصيف الملاصق للإشارة، ها قد جاء العيد.. «يقول احمد..
يجيب اخوه: وما الفرق..؟
يوم مثل غيره من الأيام..
يقول احمد: والثياب، والالعاب، والطعام اللذيذ..
ليسو لنا...» يجيب زياد.
لنكسر القاعدة هذا العيد لقد جمعنا ما يقارب الـ 10 آلاف ليرة في مطمورتنا.. حذاء وبنطال نتناوب ارتداءه خلال العيد، انت يوم وانا يوم..
موافق... يجيب زياد.
في الناحية الأخرى من المدينة يقود ابو حسان سيارته في ازدحام السيارات، سيتأخر عن موعده اذا لم يسرع، اسرع قليلا ثم دخل بين الحارات مختصرا المسافة زاد من سرعته قليلا..
اغلقت الإشارة..
ركض الأخوان الى زجاج السيارات فالحلم يحتاج قليلا من التعب..
ابو احسان لم يلتفت الى جانب الطريق ولم ير الإشاراة، زاد سرعته ليلحق الضوء الأخير..
ما الذي اصطدم بالسيارة، يتسائل..؟
صوت بكاء أحمد مع صوت ابواق السيارات غير مسموع..
مشت السيارات ومشى ابو احسان واكملت الحياة زهوها قبل العيد واكملت دمشق ازدحامها..
لم يبق في الشارع الا طفلان احدهما يضم الآخر، يبكي ويقول: لكننا لم نشتر ثياب العيد بعد..!