بداية، لله الحمد والشكر والثناء يسع الأرض والسماء والهواء والماء وجبالها والصحراء، فهو الباسط والرازق والمتفضل على خلقه بكل ما حولنا من أشياء بأسماء وغير أسماء تواجدت معانيها ومقاصدها بكنوز كتابه العظيم القرآن الكريم، سبحانه لا إله إلا هو الواحد الأحد، الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، سبحانه تعززت أركانه، لكننا نجتهد بتواضع لما يدور حولنا ليقاس مدى فهمنا ونعترف بأن لكل علم عليم!
وندحر كل شيطان رجيم فشهر أغسطس بتسميته الميلادية العريقة يتربع على مداخله منذ الخليقة أقسى مواسم الحرارة للعالم الأرضي بقاراته، ومحيطاته، وبحاره وجباله، وأشجاره، وأنهاره ورماله وثلوجه وأمطاره ومخلوقاته بشتى أنواعها وأسمائها المختلفة! ويبرز بينها ما لا تعلمون كما هدانا الخالق لذلك سبحانه حيث ترتفع خلال هذا القرن عن سابقيه حرارة أجوائه وشدة براكينه وأنوائه، وسيوله وأتربته وأمراضه، وغيرها لتتركز بمواقع غير أخرى كوارث بشرية، وحروب دموية وفتن بشرية، يبطش بعضها بالآخر بلا رحمة ولا إنسانيه! بقتل أرواح بريئة ودماء زكية! توازي هدير أنهارها، البعض منها يصفى لمجرد ذكرها التوحيد الرباني، بلا رحمة ولا إنصاف إنساني! آخرها الروهينغيا وفلسطين وبورما وافغانستان وباكستان وفي أفريقيا والفلبين وغيرها! لم تحرك مشاعر إنسانيتهم شعرة احتجاج كائنهم على ذلك متفقين! بقرارات تركز عليها الكاميرات، يحزن لظلمها المشردون بأرض الله الواسعة!
وتشتد بالذات خلال أغسطس ذي الحرارة الأعلى لأوطاننا المسلمة ولبلادي بمعيتها! فنحصد 60/ 100 درجة حرارتها، وقسوة بيئتها وطبيعتها بأقصاها حرارة أغسطس المعني بعنواننا قصة البلع الإنساني للقمة الطعام عبر طرقه البشرية!
و«طس» في لهجتنا الكويتية غادر بلا رجعة وما تحمله من آلامها وكوارثها الطبيعية! أيها الشهر القاسي! يضاف لذلك هبوط العملات بمناطقنا! والسياسات العنيفة من دول عظمى كان ينبغي عليها إحداث توازن عالمي يهدي الأمور! ونسيانها إنسانية بشرية مثلها تعيش أجواء صعبة لهمومها اليومية! كتل متصارعة، وفواتير عالية التكلفة لدفعها، وتسديدها للغير، حماية ووصاية ونهجا ونهبا لثرواتها بالطرق المقسمة «كيكتها!» بينهم ككبار يشار لهم بالبنان، ونعاني نحن الشعوب ضريبة أهوائهم! وأطماعهم بعالي مسمياتهم، بجانب «أغسطس» تلمسوا أخيرا حرارته، وتنصلوا من توقيع معاهداته، وهم أول الخاسرين وما هم عن آخرتها ببعيدين، بدمار مدنهم وعواصف مواسمهم وشدة سيولهم بعلو حرارتهم! وإنها (ورب الكعبة) قادمة لهم لكونهم لا يتدبرون القرآن الكريم وهدي الرحمن الرحيم مدبر شهورهم ودهورهم، وان غدا لناظره قريب لو كانوا يعلمون، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.