لا شك أن الحكومة نزعت فتيل أزمة لم يكن أحد يعلم مداها بقرار سحب جنسية المدعو الهارب ياسر الحبيب، كما انها تمكنت من وقف تفاقم الأزمة من خلال إقدامها على منع الندوات الطائفية وإعلانها متابعة التصريحات والمقالات التي تتسبب في إثارة المجتمع، إلا ان ما كان ينقص الحكومة هو سرعة التحرك تجاه هذه الملفات الحساسة، والتي يمثل الوقت فيها عاملا مهما يتطلب عدم التأخر حتى لا يزداد التفاقم والاحتقان بين مختلف الأطراف.
ورغم ان أهل الكويت جميعا اتفقوا على استنكار وإدانة التصريحات المسيئة التي أطلقها ذلك الخاسر، إلا ان البعض انساقوا وراء مشاعرهم وأطلقوا العنان لتصريحاتهم، مما تسبب في حدوث الإثارة والاحتقان، وكان على الجميع ان يتعاملوا بوعي وحكمة في هذه القضية، لأن ياسر الحبيب لا يمثل إلا نفسه وقد تبرأت أسرته من أقواله وأفعاله، كما أدان الشيعة ما صدر عن ذلك السفيه.
أكثر ما يؤسف له ان هذه الأحداث جاءت بعد ان استمعنا إلى خطاب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، والتي حثنا فيها سموه على الحفاظ على ثوابتنا الوطنية والوقوف بحزم في وجه كل من يحاول الإساءة للوطن بإثارة النعرات الطائفية أو القبلية او الفئوية وبث روح الفرقة والتعصب.
وكان على كل مواطن ان يعي جيدا المعاني السامية لهذه الكلمات التي تعد منهاجا لترسيخ الوحدة الوطنية ونشر المحبة بين جميع أبناء الكويت وتعزيز التآلف والتآزر فيما بينهم.
نحن مطالبون بأن تكون نظرتنا إلى الأمور أكثر عقلانية، وأن نتعامل مع المواقف الحساسة بحكمة لنفوت الفرصة على من يستهدفون نشر الخلاف والفرقة بيننا وفق أجنداتهم الخاصة وأهدافهم الدنيئة، كما ان العقلاء والحكماء مطالبون بأن يحسنوا توجيه الناس الى مكامن الخطر، حتى يتجنبها الجميع، والعمل على نشر ثقافة احترام الرأي الآخر والتحلي بأخلاقنا التي عرف بها آباؤنا وأجدادنا، ولنضع مصلحة الكويت العليا نصب أعيننا.