يقال «ان في السفر سبع فوائد»، لكنني اكتشفت ان فوائد السفر قد تتعدى ذلك بكثير، خاصة بعد ان حظيت بالمشاركة مع الوفد الإعلامي الكويتي في زيارته الى مشهد منذ ايام، فقد خرجت من تلك الزيارة بكثير من الفوائد على الصعيد المهني والفكري والاجتماعي.
وإذا كان مقال واحد لن يكفي لتحديد كل هذه الفوائد بتفاصيلها الا انني يمكنني ان أعدد بعضها كما يلي:
تلمست عن قرب أهمية دور وسائل الإعلام بمختلف أنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة في تعزيز العلاقات ونقل الصورة الحقيقية لكل موقف أو حادثة، وفي زيارة مشهد وقفت على حقيقة مهمة، او لنقل توصية ضرورية يجب ان نأخذ بها، وهي ضرورة توسيع المساحة الخارجية للإعلام الكويتي، بحيث ينقل صورا واقعية عن المناطق والأماكن المميزة في الدول الأخرى.
وفي زيارة مشهد أتيحت لي الفرصة للاحتكاك بمجموعة مميزة من الإعلاميين من مختلف التوجهات الفكرية والسياسية والدينية، حيث مثل أعضاء الوفد مختلف التيارات، الا انهم جميعا تميزوا بالمهنية العالية، اضافة الى حرص كل منهم على الاستماع للآخر وفهم وجهة نظره، فضلا عن تقديرهم للوقت وحرصهم على الاستفادة منه، فكان ذلك فائدة جديدة لي وهي اننا اذا استطعنا ان نربي أبناءنا على هذه الصفات لتمكنا من تجاوز اي اختلافات في وجهات النظر، ولوصلنا الى التنمية الحقيقية التي لا يخشى عليها من التغيرات والتحديات.
والأمر المهم انني وقفت على أهمية احتكاك الإعلامي بالآخرين دون قيود او محاذير، والحرص على الانفتاح على الآخرين دون تخوف او تردد، لأن ذلك الإعلامي عندما يكتب او ينشر قد يؤثر في كثير من القراء، لذا فلابد ان تكون الصورة التي ينقلها مجردة من اي تحيز، ومعتمدة على رؤية صحيحة وفهم واضح.
وقد كانت فرصة لي لأتعرف على أصدقاء جدد سواء من الكويتيين او الاخوة الإيرانيين، وهنا لابد ان أتذكر بكل فخر دور سفيرنا لدى طهران مجدي الظفيري وأعضاء السفارة هناك الذين لم يتوانوا في توفير كل السبل لكي تحقق الزيارة أهدافها، كما لا يفوتني أن أشكر القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية لدى الكويت ومعه طاقم السفارة لجهودهم في توفير الراحة لأعضاء الوفد وحرصهم على تنظيم برنامج الزيارة بالشكل الذي أراده أعضاء الوفد فخرجنا بأفضل النتائج، كما نشر في كل الصحف المحلية عقب عودة الوفد الإعلامي.
أما رئيس الوفد ونائب رئيس التحرير الزميل عدنان الراشد فقد كان شعلة من النشاط، وقد استفدنا كثيرا من خبرته وحنكته في معرفة الكثير من المعلومات القيمة، وزيارة الأماكن المميزة، والتعرف على شخصيات إيرانية من أصحاب الفكر والسياسة.
وإذا انتقلنا الى الحديث عن الجارة ايران، فإنها ولا شك دولة مهمة وذات ثقل في المنطقة، ومن مصلحة الكويت ان تكون علاقاتها معها مميزة على مختلف المستويات، وبدوره يتحمل الإعلام مسؤولية كبيرة في تحقيق ذلك.
في النهاية أقدم شكري لكل أعضاء الوفد وكل من ساهم في إنجاح الزيارة، وأتمنى ان تتكرر مثل هذه الزيارات التي تعزز علاقة الكويت مع كل الدول.