بين حالتي المد والجزر تابع من تابع وراقب من راقب تحركات سهم شركة زين في الايام الاخيرة قبل عطلة عيد الاضحى المبارك كونها حديث الساعة تزامنا من البيانات الصادرة من كبار الملاك في الشركة والتي تتقارب في أهدافهما نحو اتمام الصفقة المليارية «بيع 46% من أسهم زين لمؤسسة الإمارات للاتصالات»، وتختلف في بعض بنودها، وذلك حسب ما اطلعنا على بياني شركة الاستثمارات الوطنية وشركة الفوارس القابضة في جزئية بيع أحد الاصول المهمة وهو أصل زين السعودية.
استغلت الاحداث الدراماتيكية الطبيعية التي تحدث في غالبية الاستحواذات والاندماجات في معظم القطاعات الاقتصادية في أسواق المال العالمية بين أحضان بعض كبار المتداولين بشهية المضاربات نظرا للاختلافات التي أبعدت جانب الموافقات السريعة تحسبا لتأخير الصفقة نحو اجل غير مسمى على غرار ما يحدث في اختلافات وجهات النظر، وكأن السيناريو الذي نشاهده اليوم هو نفس السيناريو الذي حدث لشركة أوراكل المشهورة في صناعة البرمجيات في القطاع التكنولوجي الأميركي عندما استحوذت على صن مايكروسيستمز في العام الماضي حتى تمت الصفقة بأكثر من 7 مليارات دولار وسط خلافات امتدت أكثر من عامين. وبما ان أحد أساتذة جامعة كولومبيا سابقا بنجامين جراهام اخبرنا بكلمات محدودة العدد وكبيرة المغزى بأن المستثمر الفرد يجب ان يتصرف بانتظام كمستثمر وليس كمضارب قاصد ربط العوامل المضاربية في الشركات الأبرز استثماريا من حيث الايرادات والعوائد المجزية وكلتاهما تجتمعان في زين وهي النموذج الامثل والانسب في الفكر الاستثماري الناضج، لذا شاهدنا كيف امتزجت السيولة الانتهازية بحثا عن الفرص التي تتوالد مع زيادة حجم الطلبات على الشركة أمام أعين كبار اللاعبين في قطاع الاتصالات على نطاق واسع مدركين أهمية الاستثمار مدعوما بكبار الملاك المحليين الذين لهم دور في نجاحات واسعة على مدى عقود من الزمان والتاريخ خير شاهد على ذلك.
وفي ظل هذا التحول المحوري وبالتركيز على نقطة الخلاف، تحديدا في زين السعودية التي قيمتها السوقية حاليا 11 مليار ريال سعودي ونسبة زين الأم تعادل اليوم 2.7 مليار ريال سعودي تقريبا بينما كانت قرابة الـ 22 مليار ريال عندما نالت الرخصة وأصبحت تلك الخسائر في فترة بداية التأسيس ودخول غمار المنافسة بين أكبر شركتين في المنطقة وليس على مستوى المملكة حتى استطاعت في فترة قياسية نظرا لطبيعة المنافسة في تغيرات الشركة ودخولها مرحلة المعادلة بين المصروفات والإيرادات في منتصف هذا العام، وهذا ما يميزها في المرحلة المقبلة مقارنة مع قيمتها الحالية ليجعلها أمام مرأى مقتنصي الفرص بين كبرى شركات الاتصالات في المنطقة.
ونظرا لطبيعة القانون في هيئة السوق السعودي والذي لا يسمح بحصول مشغل أجنبي على رخصتين من نفس القطاع، فمن الأفضل لو وضعنا أمامنا أبسط الحلول واستغلال هذا الاصل «زين السعوية» بتكوين شراكة استراتيجية عبر شرائه والاحتفاظ به استثماريا خارجا من منظومة زين الام ليتسنى للجميع التوافق نحو اتمام الصفقة والاستفادة من الأصل الذي هو العائق أمامنا في مثل هذه الظروف.
[email protected]