يجتمع قادة العالم كل عام تحت مظلة الجمعية العامة للأمم المتحدة ليقول كل منهم موقف بلده من مجمل القضايا الدولية، سواء أكانت هذه المواقف سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية ام غير ذلك مما يرونه مهما بالنسبة لهم.
استمعت في هذا العام الى كلمة سمو أمير دولة قطر وكذلك كلمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد التي ألقاها بالنيابة عنه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وكانت كلماتها مضيئة وسأقف عند بعضها بما يتناسب مع حجم المقال.
سمو أمير دولة قطر تحدث عن قضية فلسطين وأفاض فيها، حيث طالب المجتمع الدولي برفع الحصار الظالم عن غزة وفورا، فهو ـ كما قال ـ حصار غير إنساني، كما تحدث عن قضية السلام مع اسرائيل، وكان شديد الوضوح عندما قال: إن إسرائيل تريد سلاما بحسب مقاييسها وانها ترفض كل قوانين الأمم المتحدة، وأكد على ان القدس هي عاصمة فلسطين وليس كما تدعي اسرائيل من انها عاصمتها.. وكلمة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد في هذا الجانب كانت شديدة الوضوح كذلك فإسرائيل ـ كما قال سموه ـ ارتكبت جرائم في غزة، وطالب بمعاملتها بجدية وحزم، واجبارها على الانصياع للمقررات الدولية، كما اكد على ان القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية.
أفرح كثيرا عندما ارى بعض قادتنا يتحدثون بشكل واضح عن قضايانا المفصلية، فالصهاينة من اكثر الناس كذبا ومماطلة، وقد اثبت تاريخهم الحديث انهم لا يستجيبون لأي قرارات لا تكون لصالحهم.
أكثر من 30 عاما مضت على المفاوضات المباشرة وغير المباشرة ولكن لم نر شيئا لصالح الفلسطينيين بل مزيدا من المستوطنات، ومزيدا من هدم المنازل، واستمرارا في الحصار الظالم على كل الفلسطينيين دون تمييز.
جيد ان يتحدث قادتنا بهذه الصراحة، وجيد ـ ايضا ـ ان يتابعوا تنفيذ هذا الحديث لنراه واقعا على الارض.
تحدث القائدان عن السلاح النووي، والمقصود سلاح ايران واسرائيل، وكانت المطالبة ان تكون منطقة الشرق الاوسط خالية من السلاح النووي، كما كان واضحا دعوتهما لحل الاشكالات بالطرق الديبلوماسية السلمية، اتفق مع هذه المطالبة واعرف ان الحروب لن تعود على منطقتنا بالخير، لكن الصهاينة لا يريدون هذه الحلول، واميركا تقف معهم مع دول اخرى فما العمل؟
رأينا ما حصل في هيئة الطاقة الذرية، وسمعنا عن الضغوط الاميركية لعدم ادراج ملف اسرائيل في المباحثات، وعرفنا كيف انتهى التصويت على ذلك الموضوع، نريد من العرب ان يكونوا حازمين في هذا الملف، فإسرائيل يجب ان تخضع منشآتها للتفتيش مثلها مثل ايران والا فعليهم الا يكونوا مع اميركا وسواها في موضوع السلاح النووي الايراني.
سمو أمير قطر تحدث عن القرصنة اليهودية، وكيف ارتكب الصهاينة جرائم ضد المتضامنين مع غزة، وطالب بإيقاف تلك التجاوزات.
ولعلي هنا اشير الى القرار الذي وصلت إليه لجنة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الانسان في موضوع جريمة اسرائيل تجاه قافلة الحرية، حيث اكد ذلك التقرير ان اسرائيل ارتكبت مخالفات عديدة للقانون الدولي، واتهمها التقرير بالقتل المتعمد والتعذيب وطالب بملاحقتها قضائيا، كما اكد ـ ايضا ـ ان حصار غزة غير قانوني.
اعتقد ان هذا التقرير يجب ان يشجع كل العرب على ملاحقة المجرمين الصهاينة قضائيا كما يجعلهم يرفعون كل انواع الحصار عن غزة ويفعلوا كل ما دعوا بفعله في اجتماعهم في الكويت.
الصهاينة لا يردعهم الا العمل أما الكلام فلا يحرك فيهم ساكنا.
الكلمات المسيئة سمعتها من السيد اوباما راعي السلام والحائز على جائزة نوبل للسلام.
يقول ان اسرائيل دولة ذات سيادة وهي تعيش على ارضها التاريخية ولست أدري من اين جاء بهذا الكلام العجيب، ومن قال له ان ارض فلسطين هي الارض التاريخية لليهود؟
كلام السيد اوباما يصب في الاهداف الصهيونية التي تتحدث عن يهودية الدولة! وببساطة فبدلا من رضوخ الصهاينة للقرارات الدولية القاضية بعودة اللاجئين إلى بيوتهم يريد الصهاينة وبمباركة أميركية، ان يطردوا نحو مليون ونصف المليون فلسطيني من بيوتهم.
اين يذهب هؤلاء اذا طبق الصهاينة اقوالهم؟ وكيف سيكون الحديث عن السلام؟ تحدث عن دولة فلسطينية خلال عام.. لم يقل كيف ولم يتحدث عن حدودها، ولا سيادتها، ولا شيء آخر، كلام هلامي لا نفهم منه شيئا.
لم يكتف السيد الرئيس بذلك بل طالب العرب بالتطبيع الكامل مع الصهاينة لكن مقابل ماذا لم يقل شيئا، المبادرة العربية صمت عنها وهي لا تمثل إلا القليل، العرب وحدهم يجب ان يفعلوا كل شيء من اجل عيون الصهاينة ام الصهاينة فلم يطالبهم بشيء مجرد إيقاف الاستيطان لعدة اشهر، ماذا بعد ذلك؟ لا ندري، وهل ايقاف الاستيطان هو كل شيء؟ صمت عن كل ذلك.
كل الشكر للأميرين الكريمين، والأمل في وقفة جادة امام الاطماع الصهيونية التي تمددت ومازالت..
[email protected]