Note: English translation is not 100% accurate
حروب لبنان منذ القرن الماضي لماذا بدأت وكيف تنتهي؟
السبت
2006/9/9
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : محمد بسام الحسيني
طوال القرن العشرين كان لبنان حاضراً بقوة في قضاياه بصلب الاهتمام العالمي، بداية عندما اضطهد العثمانيون رموز حركة القوميين العرب، ثم مرحلة الانتداب الفرنسي فالاستقلال وبعده الحروب العربية ـ الإسرائيلية التي دفع اللبنانيون أغلى الأثمان بسببها.
اختلف المراقبون الغربيون في النظرة الى لبنان، فمنهم من رأى أنه البلد الديموقراطي الوحيد في الشرق الاوسط ومنهم من رأى عكس ذلك قائلين ان الغرب يزعم بأن لبنان ديموقراطي لأنه البلد الوحيد المرتبط بعلاقات وطيدة معه!
ودارت نقاشات كثيرة حول أسباب الحرب الاهلية في لبنان ومسبباتها واختلفت التسميات حولها بين من يعتبرها حرب الآخرين على أرض لبنان، وحرب القوميين العرب ضد الموالين للغرب، وحرب المسيحيين ضد المسلمين، وحرب اليمين المسيحي مع اليسار الاسلامي.
والبعض رأى في حرب لبنان بجزء منها صراعاً بين الاقطاعية الحاكمة والطبقات الشعبية المعوزة والمحرومة.
والواقع كما قال يوما الكاتب السياسي ديفيد غيلمور:
انها حرب تتجسد فيها كل أنواع الصراع الممكن تصورها.
لماذا لم يستطع اللبنانيون بناء دولة رغم فرصة الاستقلال التي حصلوا عليها عام 1943؟
هذا هو السؤال الذي يطرحه بديهياً كل من يراجع أو يقرأ تاريخ لبنان؟
عدد كبير من المؤرخين والمحللين يرون أن السبب يعود الى الميثاق الوطني الذي وصفه جـــورج بـــشارة الخوري ابن الرئيس الأسبق بشارة الخوري بـ «السلبي».
فبموجب هذا الميثاق أعلن المسيحيون أنهم لن يكونوا موالين للغرب ولن يتآمروا معه ضد العرب، وأعلــن العرب أنــهم لن يطالبوا بالوحدة مع العالم الــعربي.
وهذا ما عبّر عنه أيضـا ألفــرد نقــاش بالقول:
ان اللبنانيين ظنوا أن «لا» المسيحيين و«لا» المسلمين كافية لبناء وطــن وان مجموع «لاءين» يســاوي «نعم» فــوقعت الــكارثة لأن «لا + لا» لا يمـــكن إلا أن تـســاوي «لا» كبيرة!
اليوم وبالرغم من كل الصعوبات المطروحة والدمار الحاصل أمام اللبنانيين فرصة كبيرة للانطلاق نحو المستقبل من خلال الاتعاظ بالماضي ولديهم الكثير من عناصر القوة التي لم تكن متوافرة بالماضي:
أولا:
الاجماع على معاداة إسرائيل التي تبرأ منها كل حلفائها في لبنان سابقا بعدما اختبروا خيانتها وعرفوا نواياها وتأكدوا أنها لا يمكن أن تكون حليفا صادقا.
فوجود عدو بهذه الخطورة والقوة سبب كاف لتوحيد الصفوف والبحث عن «نعم» وأرضية ايجابية مشتركة لبناء لبنان الجديد.
ثانياً:
وجود نية دولية بمساعدة لبنان بعد أن أثبت أنه بحال عدم حلّ مشاكله واعطائه حقوقه فباستطاعته ايلام إسرائيل وتهديدها مع كل ما تمثله من مصالح غربية بالمنطقة.
لذا فإن اعطاء لبنان حقوقه شرط أساسي في أي معادلة سلام في الشرق الأوسط.
وهذا ما يبدو أن الأمم المتحدة وأصدقاء لبنان يعملون لأجله اليوم.