Note: English translation is not 100% accurate
لبنان بين الوحدة والوصاية والحرب الأهلية
الأربعاء
2006/9/13
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 2117
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : محمد بسام الحسيني
ماذا يجري في لبنان؟
المسيحيون منقسمون بين مؤيد للجنرال ميشال عون وطروحاته «الوطنية» التي يرى البعض انها تذكر بموقف مسيحيي المشرق خلال الحملات الصليبية، عندما تصدوا لفظائع الصليبيين ورفضوها مؤكدين انهم جزء من الشرق وليسوا «جالية غربية» فيه كما يروي المطران جورج خضر، وبين «الأوفياء» لتوجيهات الإكليروس المتمثل في بكركي ممن يرفضون الخروج من تحت عباءته.
وبالمقابل بلغ انقسام الدروز مداه والكل ينتظر ما سيشهده يوم 24 الجاري المحدد لإجراء انتخابات المجلس المذهبي وهو ما يؤيده وليد جنبلاط الذي دعم إقرار قانون تنظيم أوضاع الطائفة الدرزية الذي رفضه طلال أرسلان وهو ما يفتح الباب مجدداً أمام جولة جديدة من الصراع التاريخي بين اليزبكية والجنبلاطية، بحيث ستقوم كل منهما ـ ان استمرت الامور كما هي ـ على تعيين «شيخ عقل» للطائفة يمثل تيارها.
والشيعة الذين توحدوا في وجه العدوان الإسرائيلي يبدو انهم منقسمون اليوم حول النظرة لبقاء الحكومة الحالية أو استقالتها، فالرئيس نبيه بري مؤيد بوضوح لاستمرار حكومة السنيورة، بينما أصبح حزب الله يميل لدعم مطلق لجهود عزلها في ظل الهجوم والضغط المتواصل عليه.
والسُنّة اللبنانيون يعيشون بدورهم تناقضات كثيرة، ولعل الكثير منهم يتساءلون:
كيف لطائفة رعت منذ الستينيات مقاومة اسرائيل وكانت الرائدة في تقديم الشهداء ودعم القومية العربية ان تجد نفسها فجأة ـ اضافة لانقسامات رموزها ـ أسيرة لتحالف مع اليمين المسيحي الذي كانت يوماً من الأيام أبعد ما تكون عنه.
ويبدو أن الحرب الأخيرة وتداعياتها لم توفر أيضاً، حتى الأرمن فجاءهم موضوع الأتراك!
إن الهوة بين أطراف التنازع تهدد ـ إن لم يقم اللبنانيون بالعودة إلى طاولة الحوار الوطني والإصغاء لصوت العقلاء المعتدلين ـ بالعودة الى أحد أمرين: ـ
ـ الحرب الأهلية ـ لا أعادها الله .
ـ الوصاية الخارجية ـ لا أعادها الله أيضاً .
إن تاريخ لبنان مليء بالعبر، الكل ضحوا من أجل بقاء هذا البلد، كل في المرحلة التي اقتضاها دوره فيها بحسب المتغيرات الإقليمية وتوالي العصور والعهود و«الاعداء».
وفي كل مرة كانت طائفة تتفرد بالمقاومة والدفاع عن بقاء هذا البلد بينما يراقبها الآخرون عن بعد أو يتدخلون لصالح الخارج ضدها!
ولذلك يطرح السؤال نفسه:
أما آن الأوان ليتحد أهل الداخل بوجه الخارج لتفادي ما يخبئه لهم التاريخ؟!