بقلم: محمد الحسيني
بنجاح مشهود بلغت النسخة الأولى من برنامج الواقع «i wish» نهايتها مساء يوم الجمعة الماضي حيث تابع جمهور البرنامج في الكويت والعالم العربي مباشرة على الهواء تتويج 3 شابات كويتيات كفائزات في مسابقاته الثلاث عن فئة تصميم الأزياء وفئة الطبخ وفئة إدارة الأعمال.
إن فوز 3 شابات معا يشكل مفارقة لافتة تحمل في طياتها مؤشرات كبيرة على التقدم المستمر للمرأة الكويتية في مختلف المجالات المهنية، وإذا كان فوز وجه نسائي أمرا عاديا في مجال تصميم الأزياء النسائية (المسابقة لا تشمل الأزياء الرجالية)، فإن حسم مسابقتي الطبخ، حيث عادة ما يتفوق الطباخون الرجال، وبلوغ فتاتين نهائي مسابقة إدارة الأعمال يشكلان مؤشرين واضحين على تكريس حضور المرأة الكويتية واحترافها هذين المجالين، والأمر نفسه يجسده الحضور القوي للمرأة في لجان التحكيم التي ضمت وجوها مشهودا لها بالكفاءة والاقتدار كل في مجاله.
لقد كانت أجواء الختام احتفالية بامتياز، ورغم بعض الأخطاء التقنية، أضفى النقل المباشر للحلقة الكثير من الإثارة على مجرياتها وساهمت كاريزما عيسى العيسى وعفويته وإلمامه بأدق التفاصيل المحيطة بالمشاركين في جعل الجمهور الحاشد في مسرح الدسمة وكذلك المتابع عبر الشاشة يعيش الحدث بأفضل صورة.
مع إنجاز «i wish» يخطو تلفزيون «الوطن» خطوة تقدمية كبيرة في مجال العصرنة ما أهلّه لاكتساب شرائح أوسع من الجمهور الذي تجتذبه هذه النوعية من البرامج والتي لم يكن يجدها إلا في الفضائيات العربية والغربية، وإذا به أمام عمل «كويتي» صنعته طاقات كويتية على أعلى مستوى وقدمته للناس بشكل متكامل العناصر.
ليس غريبا أمام ما حققه «i wish» من نجاح ان يكون الاستعداد لـ «i wish2» أمرا حتميا، ولعلّ هذا النجاح تحديدا هو ما شجع شركة «52degrees» المنتجة للعمل ورئيس مجلس إدارتها الزميل عبدالله غازي المضف على التوسع في مجال انتاج برامج أخرى في مجال تلفزيون الواقع.. وهو ما كشفه للجمهور الذي تابع الحلقة النهائية.
إن الفريق القائم على هذه التجربة أثبت انه فريق نخبوي على أعلى درجة من الكفاءة والحماس والانسجام، ورغم تقديم البرنامج بعد سنوات من شروع التلفزيونات العربية الأخرى في الخوض بهذا المجال إلا انه خرج بالنهاية على درجة عالية من الجودة والشعبية، في التجربة الأولى.
في الختام، وبعد إعلان النتائج يبقى التحدي الأكبر أمام هذه التجربة كأي تجربة مماثلة أخرى في مجال برامج المسابقات هو في استمرارية مخرجاته في العمل والبروز بعد الفرص التي أتيحت لهم، ولا شك أن في ذلك تحديا ومصلحة مشتركة للجانبين.. سيتحدد تحققها من عدمه في قادم الأيام.