فرض مسلسل «للحب كلمة» نفسه نجما لأعمال الدراما في رمضان هذا الموسم فاستحق التكريم.
المراقب للدراما الرمضانية الخليجية والعربية عموما وما يصرف عليها من ميزانيات ضخمة خلال السنوات الأخيرة يتساءل عن سبب التميز والتصدر في هذا«الدوري الدرامي» السنوي.
برأينا انه في ظل وفرة النجوم وظهور أغلبهم في عدة مسلسلات وبتوافر وتقارب الإمكانيات التقنية والإخراجية وكل عناصر التصوير والإضاءة والمونتاج الحديثة في أغلب الأعمال فإن ما يصنع الفارق الأساسي هو النص.. القصة والسيناريو والحوار.
لنتفق أولا ان «أنجح عمل» ليس تقييما هلاميا وإنما هو العمل الفني الأهم والأكثر تأثيرا وشدا لانتباه الناس الذين صار من الممكن متابعة مشاركاتهم وتعليقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية للصحف ورصد حجمها، الى جانب كونه العمل الذي يحرك أقلام النقاد الفنيين بقوة ويثير انتباه المعلنين، وكل ذلك ينطبق هذا الموسم على «للحب كلمة».
ويقودنا النقاش الى سؤال آخر: ما هي العوامل التي تقف وراء تعلق الناس بأحداث «للحب كلمة»؟ والاجابة على السؤال تأتي في كونه الأكثر ملامسة لما يتماشى مع مزاج الناس هذا الموسم، ان الدراما ليست ثابتة مثلها مثل أي فن آخر وتحتاج دائما الى التغيير والتنويع والتجديد بما يتفادى النمطية والتكرار ويتوافق مع ما يشوّق الناس وما هو متوقع ان يعجبهم ويترقبوه من موسم لآخر كما في الموسيقى والغناء والأزياء وغيرها من مجالات الفن. ومرة أخرى يثبت فهد العليوة انه، ورغم صغر سنه، من أكثر المؤلفين قدرة على استقراء ذهنية جماهير الدراما الخليجية وعلى تقديم سيناريو مختلف ومتماسك يحافظ على نفس القوة من البداية الى النهاية ويحفل بحوارات إنسانية ووجدانية سهلة ممتنعة من صميم التفاعلات الاجتماعية، ولذا من الطبيعي ان تجد صداها دون توقف على مدى حلقات المسلسل.
ان التشديد على أهمية النص لا يهدف إطلاقا الى التقليل من شأن العوامل الأخرى، وإنما للتأكيد على انه لولا قوة النص لما أمكن لباقي العوامل الابداعية ان تتفاعل لتخرج لنا هذا العمل المميز والذي أسرنا فيه التألق التمثيلي للنجوم بشار الشطي وشيماء علي وهيا عبدالسلام واحمد حسين وفاطمة الصفي وفؤاد علي ومحمد العلوي والظهور الجديد للفنانة المخضرمة أسمهان توفيق.
ولابد من التنويه الى ان المخرجة هيا عبدالسلام، وأخذا في الاعتبار انها تقدم تجربتها الإخراجية الأولى، فقد حققت بدورها نجاحا يستحق الإضاءة عليه ونتمنى ان يكون انطلاقة لنجاحات أكبر مستقبلا في هذا المجال من نجمة تجتهد للظهور بصورة الفنانة الشاملة.. المخرجة والممثلة الى جانب كونها الفتاة الأنيقة والمميزة و«الأيدول».
يستحوذ «للحب كلمة» على أغلب الحديث، لأنه كان بالفعل الأكثر نجاحا متقدما على باقي أعمال الموسم يليه مسلسل «ثريا» والذي قدم سيناريو جيدا للكاتبة نوف المضف ساهم ايضا في نجاحه الى جانب دور البطولة المزدوج الرائع بكل معنى الكلمة الذي أدته الفنانة القديرة سعاد عبدالله، وهو ما ساهم في أن تقدم أفضل أعمالها منذ «زوارة خميس» للكاتبة هبة حمادة قبل سنوات والذي كان بدوره تجربة أخرى تعزز ما نقوله عن الأهمية المتعاظمة للنص المتميز في حسم السباق بين المسلسلات الرمضانية ويقودنا لنصيحة نوجهها لكل المنتجين الراغبين في الحصول على العنصر الأساسي بخلطة التفوق السحرية: ابحث عن المؤلف!