المتابع لبرامج تلفزيون الكويت في الأشهر الأخيرة بما فيها شهر رمضان المبارك، يلاحظ وبوضوح تقدما على أكثر من مستوى لبرامج التلفزيون، لاسيما على مستوى الشكل، إلى جانب اتساع المساحة المخصصة للشباب، وهو ما يشير إلى رغبة من التلفزيون في مخاطبة الشريحة الكبرى في المجتمع، بعد فترة طويلة كانت فيها اهتمامات هذه الفئة شبه غائبة عن الشاشة الرسمية.
تتميز برامج التلفزيون الرسمي اليوم بحيوية واهتمام أكبر بالتفاصيل، لاسيما على مستوى الغرافيكس الذي يعتبر عنصرا أساسيا في عصرنة المادة التلفزيونية وإضفاء الحيوية عليها مع عناية أكبر بجوانب الإعداد والإخراج.
ليس واضحا بعد إن كان هذا التقدم المتنامي يأتي في إطار «خطة صامتة» للتطوير لم يعلن عنها وعن مداها وأهدافها أم انه مجرد تراكم لعناصر إيجابية في أكثر من برنامج، لكن من المؤكد أنه في حال الاستمرار بالوتيرة نفسها فإن تلفزيون الكويت بإمكانه أن يسجل عودة قوية على الساحة بعدما راهن كثيرون على أنه أصبح رمزا من رموز الماضي الجميل.
مما لا شك فيه أن هوامش النقاش السياسي وجوانب الرقابة في التلفزيون الرسمي الممول من الحكومة تبقى أضيق بكثير مما هو متاح في قنوات القطاع الخاص النشطة، وهذا ما يجعل مسؤولية التطوير مضاعفة الأعباء والتحديات، لكننا وبصدق ولأول مرة كمتابعين نشعر بأن ثمة تغييرا للأفضل يطبخ على نار هادئة في أروقة الإعلام الرسمي، بعيدا عن الإثارة والمشاكل وعلى أسس مهنية مثيرة للإعجاب والتقدير، ولا يسعنا إلا أن نشجع عليه ونعبر عن أملنا في أن يستمر.