Note: English translation is not 100% accurate
هل يعيش لبنان عودة المحاولات التاريخية لتدويله؟
السبت
2006/8/26
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : محمد بسام الحسيني
في 1649م، اعلن الملك الفرنسي لويس الرابع عشر تعهد فرنسا بحماية موارنة لبنان ومسحييه عموماً في ظل ما كانوا يتعرضون له من مضايقات من الدروز، ونظرا لوجودهم في محيط مسلم.
وفي 1662 ارسل «ابو نوفل الخازن» كأول قنصل «فخري» يمثل باريس في بيروت.
تلك الخطوة اعتبرها الفرنسيون عودة لتحمل مسؤولياتهم التاريخية تجاه مسيحيي المشرق الذين تعرضوا للاضطهاد في بعض مراحل الحكم الإسلامي، ومن ثم مواجهات المسلمين مع الحملات الصليبية المتتابعة.
وهكذا وعلى مر التاريخ عاش لبنان منذ 635م (بداية الحكم الإسلامي له) ازمة صراع السيطرة عليه بين الغرب ومسؤوليته في حماية المسيحيين من جهة والبلاطات الاسلامية في دمشق (الامويين) وبغداد (العباسيين) والقاهرة (الفاطميين والايوبيين والمماليك) والاستانة (العثمانيين) من جهة اخرى.
وعلى مر القرون، عاش لبنان مراحل احتلال او انتداب اسلامي ومسيحي ثم فرنسي وتدخلات عسكرية فرنسية ونمساوية وانجليزية والمانية ومراحل استقلال ذاتي كحكم الامير فخر الدين ونظام المتصرفية على جبل لبنان، الا ان ذلك لم يحل دون عودة المشاكل والصراعات والمسبب الاول لها التنازع الدولي والاقليمي.
وكان من السهل لأي متدخل ان يجد سبيلا لإذكاء الطائفية بين اللبنانيين والارتكاز عليها لشرعنة تدخله وتبريره.
ومع سقوط الدولة العثمانية ومجيء الانتداب الفرنسي عام 1918، ناضل اللبنانيون سنوات من اجل استقلالهم، وحصلوا عليه عام 1943، واتفقوا على الميثاق الوطني، وارتأوا ان لبنان «ذي الوجه العربي» ـ كما كان تعريف هويته آنذاك ـ لن يكون ممرا للاعتداء على الدول العربية التي كانت تعيش بشكل متزايد هاجس الازمة في فلسطين وتزايد النفوذ اليهودي الذي تلاه اعلان دولة اسرائيل من جهة وتشهد تعبئة بوجه دول الغرب المنتدبة عليها من جهة أخرى.
وكان المحك الاول عام 1956 عندما رفض الرئيس كميل شمعون دعوة جمال عبدالناصر لمقاطعة فرنسا وبريطانيا بعد اعتدائهما مع اسرائيل على مصر عقب تأميم قناة السويس، فاندلعت عام 1958 «حرب اهلية مصغرة» أفضت إلى نزول المارينز الاميركي في لبنان بناء على دعوة شمعون وإلى انتخاب فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية.
ثم عاش لبنان الحرب الاهلية (1975ـ 1990) والتي تخللها الاحتلال الاسرائيلي، وناضل اللبنانيون لكي لا يكون بلدهم «الوطن البديل» للفلسطينيين، ثم اجتمعوا في الطائف واختاروا ان يعلنوا انفسهم «عربا بالكامل» في نص الدستور، فيما بدا انه حسم للهوية اللبنانية، ويعيش لبنان منذ 1992 الى اليوم حالة المقاومة بوجه اسرائيل مدعوما من سورية التي ووجهت بانقلاب لبناني داخلي عليها عقب حادثة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتي تلتها الضغوط الفرنسية والاميركية على دمشق والاعداد الاميركي ـ الاسرائيلي للحرب على حلفائها في لبنان متمثلين بشكل اساسي بحزب الله.
اميركا تريد اضعاف طهران ومعاقبة سورية على عدم تعاونها معها في العراق، واسرائيل تريد القضاء على حزب الله، ولكن ماذا تريد فرنسا؟ وهنا يطرح السؤال نفسه، هل الموقف الفرنسي ينطلق من مجرد موقف شخصي للرئيس جاك شيراك الناقم لاغتيال صديقه الشهيد رفيق الحريري واعتقاده بأن سورية تقف وراء قتله ام ان فرنسا تريد فرض توازن وواقع جديدين في لبنان مستندة على نفوذها وتحالفاتها التاريخية بهدف العودة لحالة التدويل التي تغير خريطة الداخل؟!
وللحديث بقية.