[email protected]
وقت طويل انقضى من غير أن تراودني الرغبة في الكتابة عن برامج تلفزيونية حوارية في الكويت وعالمنا العربي.
حتى الأسابيع القليلة الماضية، كنت كغيري واحدا من المشاهدين المحاصرين بين الجدران الافتراضية لشاشات يغزوها الاستنساخ الممل والاسترسال الثرثار، الأقرب ما يكون للقيل والقال، والأبعد ما يكون عن العمل ذي الجودة الذي يضيف إلى عقل المتلقي بدلا من أن ينقصه باستنزاف أعصابه وتنميطه ومراكمة طبقات الروتين في ذهنه.. ولم أكن أجد متنفسا سوى اللجوء المستمر للقنوات الغربية!
لكن وسط هذا الجو الملبد من الرتابة ثمة اختراقات مهمة تحدث، وتعيدنا شيئا فشيئا إلى القنوات المحلية.
البداية كانت مع برنامج «مع حمد قلم» على «الراي»، وهو برنامج أسبوعي يسعى بدأب للتجديد وتقديم وجوه غير مستهلكة في الغالب من الكويت وخارجها بأسلوب حيوي وتفاعلي، وقد بث في المشاهِد جرعة تفاؤلية كتبت عنها، وتعززت أمس الأول بجرعة أخرى معتبرة مع انطلاقة برنامج «أصحاب السلطة.. في مركب واحد» على شاشة قناة «المجلس» والذي كان أول ضيوفه لاري كينغ.
دققت مليا في الشاشة لأتأكد ما إذا كانت «سي.أن.أن» أو «فوكس نيوز» أو «بي.بي.سي» وهي ملاذاتي الآمنة يوميا للإصغاء إلى حوارات ذات قيمة.. لكن بالفعل كانت «المجلس»، وأجزم بصدق ومن دون مجاملة بأن ما سمعته وقرأت وأعلن عنه قبل العرض هو بحجم ما شاهدته وعلى مستواه.
نثر «لاري زايغر» الساحر علينا وعلى محاورِه الزميل عثمان محمد العنجري الذي كان يرتدي الغترة والعقال، سحر قصته التي تجسد «الحلم الأميركي» بحذافيره، ولا تختلف عن قصص هوراشيو ألجر وأبطاله مثل «ديك الأشعث»، بتسلسلها من الطفولة الفقيرة في أحياء «بروكلين-نيويورك» إلى الكفاح ثم سطوعه ليكون «كينغ» الإعلام ونجاحه في جعل اسمه يتردد في كل أرجاء الكوكب، هو الذي حاور في برنامجه سبعة رؤساء أميركيين عاصرهم، وفرض نفسه بتسابق مشاهير العالم للظهور معه كأيقونة تاريخية لمهنة الإعلام.
لمن فاتته متابعة اللقاء بكل لحظة منه، أنصحه بمتابعته على «يوتيوب» ليختبر بنفسه كيف أن ثمة حوارات تغرس في أذهاننا بذور المعرفة والتأثير، وتحثنا على التأمل والتفكير، حوارات مرتبة إلى حد أنها تجد على الفور الحيز الدائم لها في الذاكرة.
«أصحاب السلطة» برنامج كويتي الإعداد والتنفيذ، عالمي المستوى.. وعمل بطولي إعلاميا.. يستحق كل فرد من أفراد طاقمه والقائمين عليه ومن شجعوا إنجازه التحية.
٭ بكلمة.. أثريتمونا.