[email protected]
في معرض انتقادها الظواهر السلبية التي ترافق الاحتفالات الوطنية انزلقت إحدى الزميلات الإعلاميات في حديثها لتخاطب ضيفتها بالقول «ترسلين الأولاد إلى المسيرة مع الخدامة والسائق.. تكرمين»!
ينطوي هذا التعبير الجارح الذي عادة ما يستخدم للإشارة إلى القاذورات على قسوة واهانة تستوجبان بلا شك الاعتذار، إذ من غير المقبول وقد أصبحنا في القرن الحادي والعشرين أن نعيب على شخص ممارسته مهنة شريفة يكسب من خلالها لقمة عيشه ويؤديها بأمانة.
لابد من التوقف عند المعطيات الثقافية التي تستمر في ظلها نظرة دونية من هذا النوع إلى العمالة المنزلية رغم جهود التوعية سواء التربوية أو الدينية في هذا المجال، فلسنا اليوم في زمن ماري انطوانيت التي تساءلت ذات يوم وهي في برجها العاجي عن أسباب ثورة الفقراء على حكم زوجها، وقيل لها إن الشعب لا يملك الخبز فردت: «ولماذا لا يأكلون كعكا؟!».
عموما، نتمنى أن يكون ما قيل مجرد خيانة تعبير وقعت بشكل عفوي وغير مقصود، فبما أن الزميلة تأمن عاملة المنزل والسائق على الاعتناء بالأولاد فهذا يشكل قرينة على ثقتها بهما على الأقل. والكويت أصبحت العام الماضي أول دولة تقر قانونا للعمالة المنزلية يحسن حقوقها لجهة تحديد الحد الأدنى للأجور وساعات العمل والإجازة وبعض مزايا نهاية الخدمة.
القصة لا تنتهي هنا، فبقدر ما فاجأني الموقف، هالتني طبيعة كثير من التعليقات عليه، وما تضمنته من بذاءات أقل ما يقال عنها انها تنطوي على انعدام الذوق والافتقار إلى اللباقة.
من يؤمن بالكرامة الإنسانية ويعظ بها، لا يطلق العنان لسلاطة لسانه وبذاءاته تجاه سيدة وإن ارتكبت خطأ جسيما في التعبير، فأين الأخلاق والموعظة الحسنة؟ وهل الشتيمة أمر لائق؟ أم أنها ردة فعل من جنس الفعل.. بل أسوأ وأقذع؟
لا بأس أن نحاضر في الأخلاق بشرط أن نمتلكها.