Note: English translation is not 100% accurate
الطريق إلى السلام
الاثنين
2006/9/4
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : محمد بسام الحسيني
نقلت وكالة الصحافة الفرنسية امس عن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت تأكيده انه حاول ترتيب لقاء مع نظيره اللبناني فؤاد السنيورة في اطار محادثات للسلام بين البلدين، وان السنيورة رفض اكثر من دعوة في هذا المجال.
وهذا التصريح سواء كان صحيحا ام لا، يكشف مجددا الاستراتيجية الاسرائيلية في المنطقة والقائمة على اساس تدمير اي روابط لمسارات السلام بين الدول العربية وجر كل منها الى مباحثات احادية تكون فيها اسرائيل الطرف القادر على انتزاع ما تريد.
وبالتأكيد لم يكن منتظرا من رجل وطني مثل الرئيس السنيورة الا ان يظهر هذا الموقف المتصلب وهو الحريص على وحدة لبنان والمتمسك بمبادئه في استعادة كل شبر من اراضيه وجميع اسراه ورفض توطين اللاجئين الفلسطينيين على ارضه.
المخطط الاسرائيلي ـ الاميركي كان يقضي بتدمير حزب الله تدميرا كاملا كمرحلة اولى ثم استغلال حالة التناحر بين سورية وقوى 14 مارس التي تملك الاكثرية النيابية للنفاذ الى لبنان واختراق موقفه الموحد وثوابته تجاه اي مباحثات سلام مع اسرائيل، ولكن النتيجة كانت صمود المقاومة اللبنانية وغرق اسرائيل في بحر من المشاكل الداخلية وفشلا اميركيا جديدا بالشرق الاوسط وزيادة في التوتر واعطاء جرعة معنوية لايران في مسارها النووي وتجديد الرئيس السنيورة لتأكيده على ان لبنان لن يكون الا آخر الموقعين على اي معاهدة للسلام بين اسرائيل والدول العربية.
لا شك في ان تل ابيب تشعر بخيبة امل كبيرة عندما تجد ان الموقف اللبناني من اقصى يمينه، حيث القوات اللبنانية، الى اقصى اليسار، حيث الحركات اليسارية الموالية لسورية يتوحد اليوم حول عدائه لاسرائيل بعدما اثبتت التجربة لجميع اللبنانيين افرادا واحزابا ان الرهان على الاسرائيلي لا يجر الا الخراب والدمار.
ان كلام اولمرت المغلف بأسلوب المناورة محاولة مكشوفة للتغطية على جرائم اسرائيل واظهارها بمظهر الساعي للسلام، ولكن ذلك لم يعد يقنع احدا في وقت يعرف فيه الاسرائيليون تماما الطريق التي يتوجب اتباعها للوصول الى حلول دائمة لا يمكن نيلها الا عبر تنازلات مؤلمة اثبتت التجربة ان تحملها افضل بكثير من تلقي آلاف الصواريخ كل فترة من الزمن، واحسن من تنامي العداء والكراهية ضد النظام الصهيوني من داخله وخارجه.