محمد الحويلة
لم يعد يمر يوم الا ونقرأ على صفحات الصحف خبرا عن شخص أو مجموعة من المتاجرين بالسموم المخدرة، وهذا أمر يسجل لصالح رجال الداخلية بمختلف مواقعهم ويستحقون الثناء عليه والتقدير من الجميع ويشعرنا بصحوتهم ومتابعتهم وسهرهم على حماية المجتمع من هذه الآفة الخطيرة التي باتت من أسوأ الأسلحة وأكثرها فتكا بالمجتمعات نظرا لما لها من آثار سلبية على الفرد والأسرة والكيان الاجتماعي.
الكويت دولة تحتضن العديد من الجنسيات المختلفة، التي يأتي رعاياها من دول متعددة، كما ان بيننا الكثيرون من ضعفاء النفوس الذين يلهثون وراء الربح السريع وجمع المال بأي سبيل دون النظر لما يتركه هذا الأمر من مصائب على الآخرين ودون ان يرتدع بأي رادع ديني أو أخلاقي أو اجتماعي أو قانوني، فالدين الاسلامي يحرم هذا الأمر والأخلاق الانسانية تنفي هذه الجريمة والمجتمع يستنكر كل ما يتعلق بالمخدرات سواء من ناحية التعاطي أو الاتجار، والقانون فرض أشد العقوبات ألا وهي الاعدام، ومع كل ذلك يلاحظ ان هناك تزايدا في انتشار هذا الأمر حتى بات يهدد المجتمع بأن يتحول الى ظاهرة خطيرة تهدد البنيان الاجتماعي وركيزته الأساسية ألا وهي الأسرة وعمادها الفرد الصالح.
مجتمعنا يتميز بعلاقاته العائلية وترابط الأسرة وتمسكها بتعاليم ديننا الحنيف، لكن انتشار المخدرات ينذرنا بمؤشر خطير يتمثل بنوع من الانحلال الأسري والتفكك وغياب رقابة افراد الأسرة على بعضهم البعض وابتعاد بعض شبابنا عن الرابط الديني والالتزام الشرعي ولجوئهم الى رفاق السوء والرذيلة، الذين يزينون لهم المعاصي ويجذبونهم لبراثن هذه الآفة المميتة، ويستدرجونهم شيئا فشيئا من نقاط بسيطة الى أعلى درجات الادمان التي لا يعي البعض مدى خطورتها وتأثيرها الا بعد فوات الأوان يوم لا ينفع الندم «فالصاحب ساحب»، لاسيما ان من يروجون هذه السموم يستهدفون فئات الشباب من تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات، تلك الشريحة التي تمثل الأمل بالمستقبل للدولة وللأهل فياحبذا لو استطعنا حماية هذا النشء من جشع وحوش جمع المال ودمار الأجيال.
ويبقى السؤال:
لماذا لا نكون عونا للعاملين بإدارة مكافحة المخدرات ورجال الأمن في عملهم من خلال نشر الوعي بمخاطر آفة المخدرات بحيث يصبح بلدنا بيئة نابذة لا جاذبة لهذه السموم، وهذا أمل لا يتحقق الا بتعاون الجميع بدءا بالأسرة ومرورا بالمدرسة والجامعة الى مكان العمل والديوانية بحيث نكون على قلب واحد تجاه هذا العدو والمسمى بـ «المخدرات»، وحفظ الله الكويت وشعبها من هذه السموم.