محمد الحويلة
موقعها متميز، تطل على البحر، قريبة من اكثر المواقع استراتيجية في البلاد، منطقة قديمة، لا بل حديثة، بيوتها مسكونة وعماراتها مأهولة، تشهد توسعا في العمران وزيادة في عدد السكان، الخدمات فيها ليست معدومة وانما شبه مفقودة، فقيرة في خدمات الاتصال الهاتفية، ولكن اذا دفع المواطن 600 دينار حصل على الخط الهاتفي ليتكلم من بيته في المنقف!
نعم انها المنقف التي تعاني ويعاني اهلها من تشابك العلاقات بين الجهات الخدمية ومن سوء التنسيق وتبعية الروتين والبيروقراطية شوارعها تؤذي المارة وتعطل السيارة نتيجة لسوء التنفيذ، هذا بالنسبة للشوارع المعبدة ناهيك عن الطرق المنفذة على المخطط والغائبة عن الواقع، البنية التحتية حدث ولا حرج، فالمنقف منطقة سكنية من دون خدمات، اين الكهرباء التي من المفترض ان تكون من اساسيات البنية التحتية لاي مدينة سكنية، واين الماء هذا العنصر الحيوي اين الالتزام بالعقود واين حسن التنفيذ؟
الا يستحق المواطن الذي عانى الامرين للحصول على حقه بالسكن عله يحظى ببيت يؤويه وعائلته بعد سنوات من الانتظار في طابور الرعاية السكنية ووضع رقبته تحت سطوة الديون ليأمن في منزل طالما حلم هو وابناؤه ان يعيشوا فيه بكرامة، وفجأة نجد ان حلمه أضحى سرابا لا يروي ظمآن ولا يرضي مبتغى عطشان، انها سياسة المماطلة والتسويف والروتين القاتل الذي يبدد الايام ويفقدها بركتها فيعيش الواحد منا آملا وحالما بسكنه الخاص، يبدأ حلمه شابا ويصبح رب عائلة تنمو من شخصين الى اسرة، يذهب الشباب ويعلو الرأس الشيب على امل السكن القريب وتمضي السنون ويمضي العمر معها فترى العائلة تارة في بيت الاهل مع الجد والجدة وباقي افراد الاسرة، وتارة اخرى في بيت مستأجر او ربما في شقة باحدى العمارات السكنية وهكذا تمضي الايام وعندما يبزغ فجر ليتحقق الحلم بامتلاك البيت، يتحول الى مجموعة من الكوابيس والهموم لعل ابسطها توافر الماء والكهرباء والطريق المؤدي الى هذا البيت.
مجرد سؤال؟
أليس من حق سكان المنقف، بل وسكان جميع المناطق ان يتمتعوا بالخدمات الاساسية؟ أليس من واجب الوزارات الخدمية ان تتابع اعمالها من دون تلكؤ او مماطلة أو تسويف وان تنجز مشاريعها وفق الخطط الموضوعة وتبعا للشروط المقررة مادامت الدولة توفر لها متطلباتها؟
أليست البنية التحتية من ماء وكهرباء وصرف صحي وهاتف من اساسيات اي تجمع سكني؟
ومنا الى الوزارات الخدمية «الاشغال - البلدية - المواصلات - الكهرباء والماء».