محمد الحويلة
احترق مستشفى الجهراء، ووقع نتيجة لذلك ضحايا ونسأل الله العلي القدير لهم الرحمة ولأهلهم وذويهم الصبر والسلوان، واستقالت وزيرة الصحة د.معصومة المبارك وتحملت المسؤولية السياسية نتيجة لذلك، رغم ان الحادث يمكن ان يقع في اي مكان أو منشأة لا سمح الله، وتم تكليف وزير الاعلام عبدالله المحيلبي بتسلم مهام وزارة الصحة بالوكالة ونتمنى ان ينجح بالمهمة الموكلة اليه والثقة التي حظي بها من القيادة السياسية.
ان حجم الكارثة كان كبيرا ومأساويا، ورغم ما بذله العاملون في المستشفى ورجال الإطفاء من جهود يشكرون عليها ورغم ان المستشفيات الاخرى استقبلت الحالات المصابة والمرضى الذين حولوا اليها وبذلوا كل ما بوسعهم للتخفيف عن المرضى وتقديم الواجب والمساعدة، الا ان ما حدث يدعو الى العمل الجدي والى تقصي اسباب الحريق واتخاذ الاجراءات الكفيلة بعدم تكراره، وتأكيد ضرورة انجاز الدراسات وتطبيق المقترحات الفنية بهذا الخصوص والتشديد على تطبيق اجراءات الأمن والسلامة ليس في مستشفى الجهراء أو المستشفيات والمستوصفات التابعة لوزارة الصحة فحسب، بل في جميع القطاعات والمنشآت، فما حدث في مستشفى الجهراء يمكن ان يحدث في غيره من المستشفيات أو المدارس أو الادارات الحكومية والوزارات، وكذلك يمكن ان يحدث في مؤسسات القطاع الخاص ايضا كالشركات أو الأسواق، لذلك فإن التشدد في تطبيق اجراءات الأمن والسلامة واجب، والتهاون في الشروط المطلوبة غير مقبول، لاسيما من الجهات الرقابية كالبلدية والادارة العامة للاطفاء عند منح وتجديد التراخيص وكذلك قيامهم بجولات دورية على مختلف المنشآت والمرافق الحكومية والخاصة، وجميعنا نشد على أيدي رجال الاطفاء الذين يضحون بأرواحهم لانقاذ الآخرين والذين يشكلون العين الساهرة وصمام الأمان من حوادث الحريق.
مجرد سؤال
لماذا لا تكون هناك دورات تدريبية لتطبيق اجراءات الامن والسلامة في مختلف منشآتنا ومؤسساتنا الحكومية والخاصة؟ ولماذا لا يتم تدريب الكوادر البشرية على خطط الطوارئ وعمليات الاخلاء السليمة والتعامل الصحيح مع مثل هذه الظروف، وان تؤخذ هذه الأمور بجدية ووفق برامج مدروسة وعلى مراحل زمنية متقاربة؟
ولنعمل بالمثل القائل: درهم وقاية خير من قنطار علاج.