محمد الحويلة
إنسان في تصرفاته، حكيم في قراراته، ملتزم بمبادئه التي تربى عليها، فخور بإسلامه وعروبته وببلده الكويت، متفان في عمله الى ابعد الحدود، صاحب مشورة، سامع ومسموع، حريص على صلته بالله تعالى ومحافظ على اركان دينه، متمسك بالعادات والتقاليد، بسيط في شخصيته التي لا تعرف للتعالي والكبر مكانا فيها ووقته ضيق وبرنامجه مليء، لكن ذلك لا يقف حائلا او مانعا دون النهوض لمساعدة الآخرين اذا طلب ذلك منه او شعر بأن هناك من يمكن ان تمد يد العون والمساعدة اليه.
انه الشيخ فيصل الحمود المالك سفيرنا في سلطنة عمان الشقيقة، الذي تقرر انتقاله الى المملكة الاردنية الهاشمية ليحل فيها سفيرا للكويت.
الشيخ فيصل الحمود صاحب شخصية قوية ويتمتع بكاريزما تجعله مقربا من الآخرين بجميع توجهاتهم وطباعهم واختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية وذلك لتجربته الطويلة في العمل الجماعي وخبرته اثناء عمله في ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء ومن يتابع انشطته يجده في كل مكان، اذ يشارك الناس افراحهم واتراحهم ويبادلهم المباركة والتهاني في جميع المناسبات سواء كان في الكويت او خارجها حتى ان هذا الامر ينطبق عليه في عمان حيث بادر بافتتاح ديوان الكويت هناك وخصصه لاستقبال الجالية الكويتية وللوقوف على احتياجات افرادها وتقديم المساعدة والنصح لهم وهي بادرة طيبة، معتبرا الديوان بيتا لجميع الكويت في عمان.
فنجد اتساع علاقاته وصلته القوية بالأشقاء العمانيين جعلته واحدا منهم فأصبحت العلاقات الكويتية - العمانية من الحديدية الى الفولاذية كما يقال، اذ ترك الشيخ فيصل اثرا قويا فيها على جميع المستويات من خلال الانشطة والبرامج الثقافية والادبية والاجتماعية التي كان يحرص على اقامتها في جميع المناسبات العمانية تجسيدا للعلاقات الاخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، فأدى مهمته على اكمل وجه، وكان عند حسن ظن القيادة السياسية به، ودليلا على حسن اختيار وزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح للرجل المناسب ووضعه في المكان المناسب.
ورغم ان الشيخ فيصل ديبلوماسيا، والديبلوماسية هي فن الممكن، الا ان كل شيء عنده ممكن وذلك بالجد والمثابرة والسعي الدؤوب لانجاز أي عمل وحل اي مشكلة او معضلة قد تواجه سير العمل، فقناعته بأن عمل السفير ليس مقتصرا على الملف السياسي، بل هو عمل شامل والمجالات الاخرى مكملة لعمله ومهمته السياسية من خلال الانطلاق الى العمل المجتمعي بمختلف جوانبه الانسانية والثقافية، فأبومالك متذوق متميز للشعر والأدب، صفاته الانسانية متكاملة ولمواقفه الانسانية حضور فاعل، كتبت فيه العديد من القصائد، كيف لا وهو الذي لا يمكن الفصل بين شخصيته في الحياة أو العمل.
فنسأل الله التوفيق لأبومالك في مهمته الجديدة، سفيرا لبلدنا في المملكة الاردنية الهاشمية، فهي بلا شك مهمة صعبة وحساسة وتحتاج الى شخص ذي شخصية استثنائية تعينه وتمكنه من القيام بالدور المطلوب والبارز والفاعل نظرا لطبيعة العلاقة بين الكويت والاردن، بالاضافة الى اسباب عدة منها وجود اعداد كبيرة من طلبتنا الدارسين هناك بما يفوق ثلاثة آلاف طالب وطالبة والحجم الكبير للاستثمارات الكويتية بما يقارب مليار دولار والاعداد المتزايدة للسياح الكويتيين، حيث يزور الأردن عشرات الآلاف كل عام، فنحن نضم ثقتنا الى ثقة القيادة السياسية بالشيخ فيصل وسيكون ان شاء الله عند حسن ظن الجميع كما عودنا أبومالك.
مجرد سؤال
الشيخ فيصل الحمود والكثيرون غيره من ابناء الكويت الذين قدموا الكثير من مواقعهم فشكلوا نماذج مضيئة وكانت لهم تجارب متميزة، ونجحوا بل ابدعوا في الأعمال التي اوكلت اليهم لاخلاصهم وتفانيهم فيها ولحبــــهم لهذا الوطــــن، فلماذا لا يكونون قدوة لغيرهم من ابنائنا واخواننا الذين يشكـــــلون اسس بناء بلدنا؟ ولماذا لا نتابع نجاح وتميز الكثـــــيرين من الكويتيين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتربوية والعلمية والأدبية والرياضية وغيرها؟