لا أفهم سبب حملة جمعية المعلمين على وكيلة وزارة التربية حينما أبدت الأخيرة رغبة الوزارة في إطالة اليوم الدراسي والمفروض أن تكون الجمعية أول من يبادر إلى إبداء الرأي المسؤول الفني والموضوعي في موضوع كهذا بدلا من كيل الاتهامات التي يسهل توجيهها لمسؤولي الوزارة على صفحات الجرائد دون ان نعرف حقيقة الأمر وان كانت الجمعية قد سبق وان أبدت رأيها فلها أن تعيده مرة أخرى على اعتبار ان الإدارة التربوية قد تغيرت كما أن من حق الناس الذين نشرت الجمعية ردها على مرآهم ان يعرفوا ماهية رأي الجمعية او أن تلتزم الجمعية الصمت لكن ان تفتعل معركة وان تبرق وترعد فلا معنى ذلك مع إطلاق عبارات مبهمة واتهامات عمومية.
لا أقول هذا الكلام دفاعا عن الوزارة بل بحثا عن الاقتناع بما قالته الجمعية في بيانها الأخير خاصة ان الوزارة اعلنت عزمها على ان تراعي وضع الهيئة التدريسية والذي هو على ما يبدو مرتكز رد الجمعية التي تدرك قبل غيرها عدم كفاية اليوم المدرسي والعام الدراسي لإكساب الطلبة المهارات والمعارف المطلوبة خاصة في ضوء كثرة وطول العطل الرسمية وكذلك العطل التي يمنحها الطلبة لأنفسهم قبل وبعد الإجازات الرسمية دون أن تنبس الجمعية بحرف او تبدي نفس الحماس للاعتراض على هذا السلوك الشائن وكان عليها أن تكون أول الداعمين لمشروعات كهذه وبدلا من شن حملة شعواء على الوكيلة واتهامها بدق إسفين في العلاقة بين الوزارة والجمعية كما قال البيان كان الأجدر بالجمعية ان تكشف لنا عن رأيها وتقنعنا بصواب وجهة نظرها فنتحول كلنا إلى صف المتبنين لرأيها والمساندين لحملتها غير أنني أخشى أن تكون الجمعية هدفت من بيانها ذاك استعادة أمجاد في الوزارة زالت أو أزيلت بسبب التنوير والاستقلال في القرار التربوي علما أنه ليست جميع قرارات الوزارة صائبة. المهم لتتحفنا الجمعية بحقيقة رأيها في هذه المسألة حتى وان اضطرت إلى إعادة طرحه مرة أخرى فلم يسبق لنا إن اطلعنا عليه وأرجو ألا تحيله إلى أرشيف الجمعية. كما أتمنى عليها ألا تفتعل معارك مع الوزارة في سعيها لتطوير العملية التربوية واني أتمنى ألا يكون الهدف من ذلك البيان المصلحة الانتخابية فما يجمع الجمعية مع الوزارة أكثر مما يفرقهما وان حصل إذا لم تأخذ الوزارة بوجهة نظر الجمعية فهذا لا يعدو خلافا في وجهات النظر يجب ألا يفسر على انه تحد كما انه ليس من المفروض للوزارة أن تفعل ما تمليه عليها الجمعية. نعم عليهما الالتقاء والتحاور وبالتالي لتفعل الوزارة ما تعتقد انه صواب إن لم تقدم الجمعية ما يمكن اعتباره أكثر فائدة.
[email protected]