وصلني مقال بالبريد الالكتروني يعكس حالة من حالاتنا احببت ان اشرك القراء الكرام فيها مع بعض الاضافات على اصل المقال علها تثير شجا في نفوس البعض وتجعلهم يقلعون عن المعاناة التي يسببونها لغيرهم بوعي او من دون وعي.
يحكى ان رجلا كانت وظيفته ومسؤوليته الاشراف على الأباريق لحمام عمومي، والتأكد من انها مليئة بالماء بحيث يأتي الشخص ويأخذ احد الأباريق ويقضي حاجته ثم يرجع الإبريق الى صاحبنا، الذي يقوم بإعادة ملئه للشخص التالي وهكذا.
في احدى المرات جاء شخص وكــــان متعـــــجلا فخطف احد هذه الأبــــاريق بصـــورة سريعة وانطلق نحو دورة المياه، فــــصرخ به مـــــسؤول الأباريـــق بقــــوة وامــــره بالعــــودة فرجع الرجل على مضض، وامره مسؤول الأباريق بأن يترك الإبريق الذي في يده ويأخذ آخر بجانبه، فأخذه الشخص ثم مضى لقضاء حاجته، وحين عاد ليسلم الإبريق سأل مسؤول الأباريق: لماذا أمرتني بالعودة وأخذ إبريق آخر مع انه لا فرق بين الأباريق، فقال مسؤول الأباريق بتعجب: ما عملي هنا إذن؟!
ان مسؤول الأباريق هذا يريد ان يشعر بأهميته وبأنه يستطيع ان يتحكم وان يأمر وينهى مع ان طبيعة عمله لا تستلزم كل هذا ولا تحتاج الى التعقيد، ولكنه يريد ان يصبح سلطانا للأباريق! ان سلطان الأباريق موجود بيننا وتجده في الوزارات او في المؤسسات بما فيها الجامعات والمدارس وحتى المطارات والمنافذ الحدودية بل لعلك تجده في كل مكان تحتك فيه مع الناس! ألم يحدث معك، وانت تقوم بإنهاء معاملة لك ان واجهت سلطان الأباريق الذي يقول لك: اترك معاملتك عندي وتعال غدا ثم يضعها على الرف وانت تنظر، مع انها لا تحتاج الا لمراجعة سريعة منه ثم يحيلك الى الشخص الآخر، انه يريد ان يشعر بأهميته عبر تكديس المعاملات وتجميع وتأخير المراجعين.. انه سلطان الأباريق يبعث من جديد!
انها عقدة الشعور بالأهمية ومركب النقص بالقوة والتحكم بخلق الله! ان ثقافة سلطان الأباريق تجدها على كل المستويات من المديرين والوكلاء والوزراء وحتى صغار الموظفين الذين يفضلون الهذرة والحديث الفارغ على انجاز معاملات الناس، وثمة سلاطين للأباريق لا يحلو لهم عقد اجتماعاتهم الا وقت مراجعة الناس هذا ان لم تكن تلك الاجتماعات في حقيقتها استقبال بعض الزوار من الاصدقاء او الوجهاء ليسعدوا بتكدس المراجعين في مكاتبهم ينتظرون ان يتكرم عليهم حضرة الموظف او المسؤول بالاطلاع على معاملاتهم ولكنهم عوضا عن ذلك يواجهون بتجهم وجه ذلك الموظف وتبرمه بكثرتهم وكأنهم ارتكبوا اثما بانتظار اطلالة وجهه العبوس في حين كان هو سببا في تعطل مصالحهم. انه سلطان الأباريق الذي يريد ان يشعر بانه مهم ومسيطر وذو سطوة، فكم نحن بحاجة للتخلص من عقلية سلطان الأباريق وما اكثر هؤلاء السلاطين في هذا الزمان.
[email protected]