صرحت إحدى المطربات الكويتيات لإحدى الصحف المحلية مؤخرا بأنها لا تهدف إلى الإغراء في أغانيها وفيديو كليباتها بل على العكس فهي ترى أن حركاتها في تلك الفيديو كليبات تحمل رسائل ثقافية واجتماعية وسياسية هادفة على حد وصفها.. ولنا هنا وقفة مع هذا التصريح الذي لا يمكن وصفه إلا بأنه استغفال لعقول القراء، خاصة أن تلك المطربة تصرح دائما بأنها تحرص على التواجد في الميدان الثقافي والفكري فلا أعرف كيف تكون حركات التمايل في حضن رجل أجنبي والتمدد فوق أيدي رجال غرباء التي تقوم بها تلك المطربة بالذات في بعض أغانيها المصورة ذات مضامين ورؤى سياسية واجتماعية وثقافية إلا إذا كان ذلك يعني خلق مفاهيم للرفض وثقافة التمرد على المبادئ والقيم الأصيلة المتوافقة مع الشريعة الإسلامية السمحة والتي تتفق عليها كافة المجتمعات العربية والإسلامية خاصة في واقعنا الخليجي.
وقد ابتلينا في عالمنا العربي بظهور فقاعات فنية تتبارى في الخلاعة والاستعراض الماجن بحثا عن الشهرة ليس إلا، وإلا ما معنى هذا التكالب على إبراز المفاتن الجسدية وحركات الإثارة الجنسية أمام الكاميرات وعلى صفحات الجرائد، والغريب ـ المضحك أن أولئك الفنانات ينفين تهمة الإغراء عن أنفسهن وحركاتهن التي يقمن بها أثناء أدائهن لأغانيهن وذلك عند حديثهن لوسائل الإعلام حينما يواجهن بأسئلة عن ذلك وما ذلك إلا لإحساسهن بأن ما يقمن به غير مقبول ومناف للذوق العام.
أما الرسالة التي يتباهى بعض الفنانين بأن فنهم يهدف إلى تقديمها فلا يمكن أن يختلف اثنان على أن المضمون من أجل أن يرتقي إلى مستوى رسالة لابد له أن يتناول قضايا إنسانية لإثارة الهمم او تبني موضوعات من اجل الارتقاء بالتعاطي معها وحشد الاهتمام بتبنيها كما حصل مع المشاكل الافريقية او طرح الموضوعات البيئية او الصحية وغير ذلك على أن يكون أسلوب أداء ذلك مناسبا لمحتوى الرسالة وحاملا لمضمونها ولو لاحظنا الفيديو كليبات التي صاحبت ألاغاني التي تناولت المشاكل التي تعاني منها البشرية والتي أداها مطربون غربيون ذوو مفهوم وممارسة للحرية الشخصية يختلف تماما عما نفهمه نحن فلن نجد في تلك الفيديوهات الابتذال الذي نلحظه من قبل بعض مطربينا نحن الذين نتباكى على القيم وندعي الحفاظ عليها. فهل نطمع ان نجد مطربينا ومطرباتنا الخليجيين يقتفون اثر الفنانين العالميين في تبني قضايا إنسانية ترفع من مستوى الفن الخليجي ليخاطب العقل ويوجه تفكيره الى الواقع البائس الذي تعيشه الإنسانية في مختلف مواقعها وان يقدموا فنا راقيا ليس من عناصره استغلال حركات الجسد والتمايل الماجن. طبعا حين أقول ذلك لا يعني هذا أنني أدعو إلى إباحة الغناء او تحليله بل إلى تصحيح وضع آخذ في الانحدار ومتواصل في الهبوط لعلنا نصل إلى لحظة لا نكون من الذين يقال عنا إننا نشتري لهو الحديث لنضل عن سبيل الله ونقلع عن هذا النوع من التعاطي الذي نهى عنه الإسلام.
[email protected]