من إبداعات الإذاعة الكويتية إيجاد برنامج يتيح للمستمعين الحوار في موضوع يومي أو حياتي عبر ما يطلق عليه المساحة الحوارية الذي يقدم ضمن برنامج «مراحب» أو «دعوة للجميع» حيث يقترح موضوعا غير تقليدي يقوم المستمعون بالتعليق عليه أو مناقشته مع المستمعين الذين يتصلون بالبرنامج، أما تلك الموضوعات فهي ممارسات يومية غالبا ما يهملها المختصون في أحاديثهم من قبيل: هل يتزوج الرجل المرأة لأجل راتبها؟ ما نوع الهدية التي تقدم؟ من يختار اسم المولود؟ أسعار الجمعيات التعاونية: وغير ذلك من الأمور الحياتية البسيطة لكنها قد تكون ذات آثار كبيرة، وما يلاحظ على تلك البرامج ليس فقط تعدد الآراء بل اختلاف درجاتها من حيث الصحة والسالمة خاصة أنها ترد من بقاع مختلفة، حيث كثيرا ما يعبر بعض الأفراد عن آراء نابعة من عادات غير سليمة ويلاحظ في أحيان كثيرة عدم قدرة مقدمي البرنامج على مسايرة تلك الآراء أو تنقيحها وبالتالي يخرج المستمع بخلطة غريبة من الأفكار قد لا تزيده إلا حيرة حول صحة ما يقول به أو ما يستمع إليه! ولعل المرء يتساءل فعلا عن المغزى من تقديم هذا البرنامج خاصة في ظل «الحوسة» التي يوضع فيها المستمع بعد استماعه للمشاركات فهل هي لملء مساحة الفرغ في الإذاعة أم لاستطلاع آراء الناس ومناقشة تصرفاتهم فيما يقومون به أو البحث عن حلول لما يتواجد في المجتمع من سلبيات، وتتجلى خطورة هذا البرنامج في أنه يترك الناس ليشكلوا مواقفهم في ضوء ما يسمعونه وما يتوافق مع هواهم دونما توجيه فما يحتاجه هذا البرنامج هو استضافة احد المختصين في موضوع المساحة الحوارية هذا إذا لم يكن الموضوع المطروح متوافقا مع تخصص مقدمي البرنامج ليثروا الحديث ويصححوا الآراء ويقوموا المعوج من العادات على أسس علمية تسهم في القضاء على الكثير من السلبيات التي تعشعش في أفكار الناس، فلا يجوز ترك الأمور تسير في هذا البرنامج على البركة وأن يدلي كل بدلوه وفقا لما يعتقده أو يراه أو كان معتادا عليه دون أن يساهم البرنامج في تقويم تلك الآراء وبيان التصرف الصحيح فهذه البرامج لها دور كبير في تعديل السلوك وتشكيله، ومن هنا يجب عدم الاستهانة بها مطلقا او تركها لرحمة وفهم المقدم أو المعد فلا بد لمدير القناة الإذاعية أو التلفزيونية من مناقشة القائمين على تلك البرامج فيما يرمون إليه من وراء موضوعاتها.
هذه الملاحظة ينبغي أن تكون دوما في فكر وعقل المسؤولين عن القنوات الإعلامية وهم يجيزون البرامج ويسمحون بتقديمها على الهواء وعلى المعد والمؤلف أن يجهزا وثيقة تحدد أهداف برامجهما وأسلوب تحقيقها يلتزمان بها خاصة أن هناك الكثير من الإذاعات اخذت تقلد إذاعة الكويت في مساحتها الحوارية فلتكن لدينا فكرة واضحة تماما عما نقول وكيف نقول.. راجين لبرنامج «مراحب» مزيداً من النجاح والتقدم.
[email protected]