توجيه عضو المجلس البلدي د.عبدالكريم السليم للاهتمام بحديقة الحزام الأخضر سابقا والشهيد حاليا وتطويرها التفاتة جميلة لهذه الحديقة التي عاصرت أشجارها وشهدت أعشابها تطور الكويت وانتقالها من كويت تناكر المياه ابان الستينيات من القرن الماضي الى كويت الانترنت وناطحات السحاب في العشر الأوائل من القرن الواحد والعشرين، وعليه كان لابد لهذه الحديقة التي كانت في يوم من الأيام ليست مجرد متنفسا للأسر والعوائل ومكانا للنزهة البريئة، بل لعبت ايضا دور المسرح الوطني الذي تقام عليه الاحتفالات واللقاءات والمهرجانات ولكننا سرعان ما نتنكر لمراكزنا الوطنية ذات التاريخ العريق ونأبى إلا ان نكرمها بعالم من النسيان والاهمال، واليوم وحيث لاتزال هذه الحديقة تفتح اذرعها للباحثين عن يوم في أحضان الطبيعة على بساطها الأخضر من الأسر والعوائل فهي أيضا تحتوي بحنانها الأخضر هواة المشي في الهواء الطلق ولكن بامكانات ومرافق أيام التناكر، بل ربما أسوأ ومن هنا فدعوة د.سليم جاءت في الوقت المناسب لإعادة هذه الحديقة لسابق عهدها ومجدها عبر الاهتمام بمرافقها وطلاء ما يحتاج الى طلاء وما أكثر ذلك، وصيانة أشجارها وزيادة البقعة الخضراء فيها مع زرع الورود الجميلة وحسن توزيعها داخل الحديقة وهي فوق هذا وذاك بحاجة لأن تحتضن بعض ملاعب الأطفال وحتى بعض الأجهزة الرياضية التي توجد مثيلاتها في ممرات المشي الرياضي في مشرف والرميثية كي تكون مركزا ترفيهيا للأسرة ككل يمارس فيها كل فرد من أفرادها هوايته ويجد مبتغاه، وكي نخفف الازدحام المروري على شارع الخليج بإعادة توزيع أماكن الترفيه والتنزه.
على أني يا د.عبدالكريم أتوجه إليك لأقول: ان وضع هذه الحديقة أحسن آلاف المرات من حدائق أخرى ويا ليتكم، والكويت لا شك كلها ضمن اهتمامكم، لو توجهون لاستكشاف الوضع في الحديقة الكائنة في السالمية على الدائري الخامس لتجدوا أطنانا من القمامة ملقاة بين الأشجار وتجدوا الاهمال ضاربا أطنابه، فلو كانت للحديقة حنجرة لصرخت واستغاثت من قذارة بعض البشر من مرتاديها من أبناء شبه القارة الهندية والعبث الذي يمارسونه على أرض تلك الحديقة ومخلفات الأكل والأطعمة وحفلات الشواء المتناثرة على ربوع وأركان هذه الحديقة ولأن كانت هذه الحديقة تعاني من ذلك في منطقة مختلطة الثقافات فما بال حديقة منطقة بيان تعاني نفس الاهمال وان كان بدرجة أقل واني على يقين بأن ثقافة الاهمال لا تقتصر على هذين المعلمين السياحيين فقط فلو مددنا البصر للواجهة البحرية لوجدنا أعمدة النور والمصابيح قد علاها الغبار، بل ان بعضها لم ينظف منذ كنت أمارس المشي هناك قبل سنتين وستجد بعض الأغصان قد غطت المصابيح بسبب اهمال تقليمها كما ستجد بعض المصابيح المحترقة لاتزال تعلو هامة الأعمدة. ان مظاهر الاهمال هذه والتي تنتجها بالنهاية للأسف أياد كويتية «شركات التنظيف والصيانة» تجعل الواحد يستذكر بكثير من الحسرة أيام الفلسطينيين الذين كانوا يعملون على مدار اليوم والشهر لصيانة المرافق العامة وتقليم الاشجار بين البيوت وعلى الشوارع العامة والكشف الدوري عن أعمدة النور دون ان يستنجد بهم أحد ووفق جداول محددة ومالنا والحالة هذه الا ان نضع أيدينا قدر الامكان على الأماكن التي بحاجة لإصلاح كي ننبه أبناء الكويت المخلصين كالدكتور عبدالكريم السليم ليشملوا ذلك برعايتهم واهتمامهم.
[email protected]