قمت بعرض والدتي، رحمها الله، على طبيب اسكتلندي خلال فترة دراستي في بريطانيا فصعق حين رأى كمية الأدوية التي تأخذها وتنوعها بين أدوية للسكر والضغط والركبة والقلب والكوليسترول بما يعادل ثماني حبات في المرة الواحدة مرتين في اليوم، فما كان منه إلا أن ألقى كل ذلك في سلة المهملات ووصف لها حبة واحدة تأخذها مرتين يوميا واستمرت على ذلك طيلة أشهر وهي لا تشكو من شيء كما أن حالتها لم تسؤ واستمرت على نفس الاستقرار السابق. لكن طبيبها في الكويت لم يصرف لها نفس الدواء حين انتهى رغم أنها طلبت منه ذلك، بل قال لها «احنا شيء والإنجليز شيء آخر» ووصف لها نفس القائمة السابقة ذات الثماني حبات للمرة الواحدة.
طبعا هذه ليست الحالة الأولى والسؤال الذي يثار هنا «ما الذي يختلف؟ ولماذا نجد الأطباء الأجانب يلغون العلاج الكويتي ويقللون كمية الدواء الذي يأخذه المريض ليعود مرضانا بأفضل حال؟» والذي يحير أكثر أن غالبية أطبائنا هم خريجو المعاهد والجامعات الأجنبية التي درس فيها أولئك الأطباء الأجانب.
أكاد أجزم بأن كثرة الأدوية التي يتعاطاها المرضى في الكويت لابد أن تكون لها تأثيرات متعارضة فتتولد تعقيدات أخرى تستوجب أخذ علاجات لها فتزداد القائمة التي يأخذها المريض. كما أنني فعلا أرثي لحالة كبار السن بسبب كمية الأدوية التي يأخذونها واشعر بمعاناتهم للتأكد من أنهم أخذوا جميع ما هو موصوف لهم. فهل لوزارة الصحة أن تسهل الأمر على هؤلاء الأفراد بمنحهم كمية أقل من الأدوية والتي يمكن أن تعالج أكثر من شكوى أو ألم خاصة أننا نسمع من بعض الأطباء بأن دواء ما يفيد في علاج نوعين او أكثر من الآلام او الخلل. فهل يعرف الأطباء الأجانب شيئا يجهله أطباؤنا أم ان الطب عندهم غير؟
على وزارة الصحة ألا تقف ساكنة أمام هذا الوضع وأن تقيم المؤتمرات التي تتناول الأدوية وكيفية التقليل من آثارها الضارة خاصة ان كمية الأدوية التي تصرف من مستشفيات الوزارة هائلة وتكلف مبالغ طائلة ولو أضفنا ذلك للآثار السلبية المحتملة على صحة المرضى خاصة من كبار السن يمكن ان ندرك ضرورة الالتفات الى هذه الناحية.
وهناك موضوع آخر أرجو من الوزارة إعارته اهتمامها وهو ضرورة ان تقوم الصيدليات الحكومية بطباعة اسم الدواء على العبوات او الأكياس التي تصرف للمريض وكذلك كيفية الاستعمال وعدم الاكتفاء بالكتابة بخط اليد التي كثيرا ما تكون أشبه بالشخابيط وتصعب قراءاتها حتى من قبل خبير الخطوط فيلجأ المريض لإخبار الطبيب بأنه يأخذ حبة حمراء وأخرى صفراء ليبقى الطبيب بدورة في حوسة ما بعدها حوسة فما هي الحبة الصفراء واي دواء ذلك الذي حبته حمراء وهكذا..، أما التعليمات الشفوية لاستخدام الدواء فغالبا ما يكون مصيرها النسيان ثم اللخبطة في اخذ الدواء وما يعنيه ذلك من زيادة المعاناة وطول فترة الألم.
وسلامتكم وتعيشون.
[email protected]