الحمد لله على ما اختاره الله لنا وقضى به علينا وهو تبارك وتعالى رحيم في اختياره حكيم في قضائه ومن نحن لنقيّم حسن أو جودة ما يفعله عز جلاله؟! لكنها نعمة العقل التي أسبغها علينا تجعلنا نشهد بذلك فكل ما حولنا هو فيض من عطائه ومنه عز اسمه وجل.
وإليه نشكو فقدان سبب للرحمة الإلهية حبانا به ربنا حيث فقدنا والدنا سيد أمير علي القزويني الذي ارتحل قبل أيام الى رضوان الله ورحمته ولا يسعني إلا ان أسجل هنا مواقف من حياته المباركة، راجيا ان تكون نبراسا لمن يتلمس طريق الفلاح والصلاح وأسوة حسنة لمن يريد ان يفعل الخير.
فماذا عساني أقول؟ هل أتكلم عن طيب أخلاقه التي وسعت جميع الناس حتى مخالفيه فكان يكن لهم كل الاحترام ولا يحمل الضغينة لهم ام أتحدث عن حالة التفقد لكل من يربطه به خيط معرفة أو صداقة فيسأل عن أحواله وصحته وحاجاته حتى يطمئن بأن أموره تسير بخير ومع ذلك لم يكن يترك السؤال عنه ناهيك طبعا عن أفراد أسرته الواسعة من أبناء وأحفاد واخوة وأخوات وأبنائهم وأبناء عم ومتعلقيهم؟
أم أتحدث عن سعيه الحثيث لإنهاء صراع طائفي مذهبي بين الشيعة والسنة في الزبير توجه بلقاء في منزله بين المجموعتين برئاسة المرحوم الشيخ عبدالرحمن السند من الجانب السني وبرئاسته من الجانب الشيعي وقامت العلاقات فيما بعد بين أبناء الطائفتين تسير بشكلها الأخوي الطبيعي، مغلقا تناحرا استمر سنوات عدة؟
أم أتناول بالحديث تلك الثقة المطلقة بالله عز وجل وحسن التوكل عليه والتي رسمت كل حياته ووجوده وقام بغرسها فينا وفي كل من التقى به؟
أم أتكلم عن مفهوم حديث بالتربية مارسه معنا فكان لكل منا شخصيته المتميزة لكنها الشخصية التي لا تتطاول على أحد ولا تنتهك محارم الله ولا تمارس الظلم وتتنعم بالحياة دونما تجاوز أو انحراف؟
ماذا أعدد منك يا والدي وقد أحسنت تنشئتنا؟ ساعدتك زوجة بارة صالحة هي أمنا رضوان الله عليكما جميعا.
وانه ليعز علي أنا شخصيا ان أدخل كل يوم البيت لألتفت الى غرفتك قرب الباب فأجدها خالية منك وأنظر الى كرسيك الذي اعتدت ان أدفعك عليه فلا أجدك فوقه، فلا بابا سيد بعد اليوم لكن أنفاسك معي ودعواتك لي هي عزائي الوحيد راجيا ألا أكون توانيت في خدمتك وأنى لي التحقق من ذلك؟ فكل وجودي كان من عطائك وبركاتك وبفضل دعائك.
رحمك الله يا والدي من أب رحيم رؤوف لم يتعامل معي كأب له السلطة والسطوة بل كنت الصديق والرفيق.
رحمة الله ورضوانه عليك وجعل قبرك روضة من رياض الجنة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
[email protected]