تقوم وزارة الصحة عبر مشاريعها الضخمة بتطوير المستشفيات الحالية وإنشاء أخرى جديدة تتميز بحسن المنظر وضخامة المنشأة. ولست هنا في معرض الحديث عن هذا الجانب فعلا لكن بودي ان أتطرق الى ناحية لم يتناولها احد من قبل. فالمستشفيات الجميلة لا تعدو كونها علبا اسمنتية مزخرفة تفتقر الى الجانب الحيوي الطبيعي الذي قد يساعد على سرعة الشفاء، فجولة في المستشفيات تلاحظ من خلالها ان بعضها يحبس المرضى في غرف تبدو مملة وكئيبة رغم حسن تجهيزها وجمال ألوانها لكنها بعيدة كل البعد عن الطبيعة، خاصة لو كانت تطل على داخل المستشفى فلا مجال لرؤية خضرة أو منظر طبيعي أو مظهر من الحياة الاعتيادية ولا أدري ما ضر المصمم أو المهندس أو حتى الوزارة لو جعل اجنحة المستشفيات المختلفة تطل او تفتح على حديقة صغيرة يروّح بها المرضى عن انفسهم وتحسسهم بالحياة وتغير من روحيتهم التي فرضها عليهم المرض.
العالم الآن كله يتجه للتخضير ولتغيير بيئة المريض كي يحس بالراحة النفسية لذا نجد كثيرا من المستشفيات تنشأ في غابات او وسط أشجار وزرع لتضفي بهجة على المكان وتغير من طبيعة الاقامة بتلك الاماكن لتكون مشافي نفسية كما هي مشافٍ عضوية فلماذا لا يعمل في الكويت نفس الشيء خاصة ان الفضاء عندنا متسع؟ ترى هلا يدرك اطباؤنا قبل مهندسينا اهمية تخضير بيئة المرضى كي يضمنوا ذلك في مقترحاتهم لإنشاء مستشفيات جديدة؟
إن مرضى السرطان مثلا وكذلك الأعصاب والأمراض الصدرية هم اكثر الناس حاجة الى ان يعيشوا في بيئة طبيعية تمتاز بالخضرة وحتى بعض وسائل الترفيه او الألعاب او الأجهزة الرياضية التي تخفف عنهم تلك الامراض الثقيلة. فليت المسؤولين عن المباني الهندسية يسارعون الى الحاق بعض الحدائق بالاجنحة في المستشفيات كي يقضي فيها المرضى وقت راحتهم او ما بعد قيلولتهم.
إنني أوجه دعوة هنا لمن بيده القرار او المتبرعين من المحسنين كي يطالبوا بالسماح لإنشاء حدائق ولو صغيرة تلحق بالمستشفيات كي لا تكون تلك المنشآت ثكنات عسكرية جميلة المبنى خالية الروح بما يسرع في الشفاء ويهدئ من النفوس.
[email protected]