سائقو السيارات من شبه القارة الهندية يتميزون بخصائص فريدة لابد من ملاحظتها ومن ثم متابعتها إذا أردنا أن تكون لشوارعنا هيبة ولقيادة السيارات في بلدنا متعة، طبعا أنا لا أعرف فعلا من هم الذين لديهم هذه الخصائص بالذات وان كنت استطيع ان اخمن لكن على وزارة الداخلية والمراقبين (ان وجدوا) مهمة تقصي ذلك لوضع خطة (ان سمحت لهم ظروفهم بذلك) لتوعية أولئك الأفراد ومن ثم مخالفتهم ان أخطأوا.
وأول خصائص تلك الفئة من السائقين قلة صبرها والذي يدفع بها للتسبب في الحوادث وكذلك ارتكاب المخالفات. فهؤلاء الأفراد يمقتون شيئا اسمه انتظار ولو للحظات فتجدهم يقحمون سياراتهم في اي مربع فراغ متسابقين في ذلك مع انفسهم وكأن من حولهم حشرات لا قيمة لها. وتجدهم يستعملون منبه السيارة بمجرد اضاءة لون الإشارة الأخضر حتى وان كانوا يبعدون عن مقدمة السيارات بعشر سيارات، المهم ان يعبّروا عن ضجرهم.
أما ثانية تلك الخصائص فهي سرعة القيادة، فتجد تلك الفئة لا يحلو لها الا السير بسرعة حتى وان كانت حالة الشارع لا تتحمل السرعة القانونية فضلا عن المتجاوزة. وتتضح هذه الخاصية لدى سواق الباصات والشاحنات بشكل خاص الذين تجدهم يتلوون في الشوارع بعرباتهم الضخمة بسرعة تحسدهم عليه السيارات الرياضية كل ذلك من اجل تجاوز غيرهم.
وثالثة تلك الخصائص قلة اكتراثهم باتباع التعليمات خاصة التي تتعلق بالأمانة فتجدهم يسمحون بالركوب او النزول من سياراتهم في اي نقطة حتى لو بين السيارات وفي وسط الطريق ضاربين بالجدار الأنظمة والقوانين وشروط الأمن والسلامة ولا يهمهم لو عرضوا الآخرين للموت طالما انهم يمكنون غيرهم من تحقيق مرادهم. طبعا ناهيك عن قيادتهم في الحارة اليسرى من الطرق السريعة او شبه السريعة بسرعة السلحفاة.
وهناك خصائص أخرى طبعا تعكس أوجها أخرى من التخلف والتحجر تمارسها وتقوم بها تلك الفئة وقد كتب علينا ان نعاني من ذلك وان نحاول ان نضبط أعصابنا وكذلك لجم سياراتنا ونحن نقودها مع تلك الفئة الجاهلة والتي يبدو انها لا تخشى القانون بل تتباهى بكسر هيبته وتعتقد انها دوما على حق وهذه يمكن ان تكون خاصية اخرى لهم.
طبعا نحن في هذا المجال لابد ان نلوم انفسنا لأننا او بعض منا قدمنا بتصرفاتنا مثلا سيئا للتجاوز على القانون والإصرار على انتهاك حرمة الآخرين وحقهم في القيادة الآمنة وعمدنا او البعض منا الى الشعور بأن الشارع ملك خاص نسير فيه بالطريقة التي نحب. نعم كنا او كان بعض منا قدوة سيئة جدا في استعمالنا للشوارع ما دعم النزعة المنحرفة في فئة السائقين تلك في القيادة الأنانية البعيدة عن كل ذوق او خلق وركز في انفسهم مبدأ «الشارع ملك لك وحدك» حيث لا تستطيع وزارة الداخلية بجميع أجهزتها وأرقى وسائلها التصدي لتلك النفسيات المريضة.. ما نحتاجه هنا هزة أخلاقية عنيفة علها تصلح الوضع.. في شـوارعنا على الأقل.
[email protected]