أبارك لجميع الأفراد وخاصة أبناء بلدي الكويت دخول السنة الجديدة 2015 داعيا ان تكون سنة خير ويمن وبركة على الإنسانية وعلى الأمتين الإسلامية والعربية.
اما عن التبريك بهذه المناسبة والتهنئة فلست أجد فيها أي معنى غير إسلامي او خارج إطار الدين فمن ناحية كون السنة خاصة بالمسيحيين فهم أهل كتاب والمسلمون هم الوارثون لتراث الأنبياء السابقين جميعا فبالتالي يكون المسلمون احق بالتاريخ الميلادي من غيرهم إلا أن التاريخ الميلادي ليست له علاقة بالنبي العظيم السيد المسيح ذلك أن تاريخ ولادته لا يتوافق مع بداية السنة، فالمعروف ان ولادته تقع في اليوم الخامس والعشرين من ديسمبر وبعض الكنائس تجعلها في الثامن من شهر يناير. ولقد كانت بداية الربيع هي العامل الحاسم في اختيار بداية السنة عن طريق احد الرهبان ثم تم اعتمادها من قبل البابا غريغوريوس الثالث عشر لذا تسمى السنة الميلادية بالسنة الغرغورية.
فالسنة الميلادية اذن ليست لها علاقة بالسيد المسيح الا من حيث التعداد فقط فهي سنة شمسية كانت منذ عهد الرومان ثم حصلت عليها بعض التعديلات كي يتوافق حصول الربيع مع توقيت الايام او الفصول ولقد كان يوم عيد الفصح هو البداية الحقيقية للربيع الاوروبي.
من هنا، فإن ما نملك من تاريخ يعود للسيد المسيح هو فقط اعتبار مولده فقط بداية حقبة جديدة للتاريخ ليس إلا، والسنة الميلادية من هذا المنطلق مرحلة جديدة للعالم لا تعني شيئا اكثر من ذلك، فالأيام لله وان جعلت مناسبة ما بداية لتوقيت جديد لا يعني أن ما يليه من أيام هو ملك لصاحب ذلك التوقيت وان ادعى هو ذلك. فلنكف أيضا عن اختلاق صراع بيننا بسبب الاحتفال بقدوم سنة ميلادية جديدة ولنحرص لنحول جدالنا حول ذلك الى دعوة لان تكون الأيام القادمة في السنة الجديدة إلى أيام عمل وإنجاز وان نحرص على أطروحة أن نتعامل مع الأيام والأشهر المقبلة على أساس الاستفادة من الأخطاء وتصحيح الخلل في سلوكنا وأدائنا والارتقاء في أعمالنا بدلا من أن نتراشق بالاتهامات لبعضنا البعض بالانحراف والتغريب.
أما الاحتفال برأس السنة فهو طبعا اخذ حجما اكبر من حجمه واعتبر انه حدث فريد لابد أن يحيا بالرقص والفرح والطرب، وفي حقيقة الأمر فانه يجب ان يكون دليلا على التفكير فيما قدمناه في عام مضى وما مدى استعدادنا للتغيير الإيجابي فيما يأتي من أيام.
أما منطلق الفرح فيه فيجب الا يخرج عن كونه فرصة جديدة منحها الله لنا للاستدراك ما فاتنا.
يا ريت يكون هذا الفهم والطرح هو مدار نقاشنا واحتفالنا بسنتنا الجديدة ميلادية كانت او هجرية.
[email protected]