معاملة الكاتب القدير محمد عبدالقادر الجاسم بهذه الصورة تدل دلالة واضحة على أن تراجع الحريات العامة في الكويت هو عملية منهجية وليست عبثا، فهي امتداد لكل تلك العمليات التي بدأت بها وزارة الداخلية بخطوات مقصودة ومدروسة منذ سنوات، بدءا بكاميرات التجسس في ساحة الإرادة، وامتدادا لعمليات التجسس على المواقع الإلكترونية وملاحقة الكتاب والتجسس على مكالماتهم، إضافة إلى حملة الاعتقالات المتواصلة لكل صاحب رأي مخالف او منتقد للحكومة، وامتدادا لبعض المحاولات القمعية المتمثلة في «ضرب» بعض الكتاب كما حصل مع الزميل الكاتب زايد الزيد، وامتدادا لعملية «تسفير» وإبعاد الإخوة المصريين الذين عبروا عن رأيهم وتأييدهم لمرشحهم د.محمد البرادعي بأسلوب حضاري، وكذلك تهديد نقابات العمال.. وغير هذا كثير. إنها عملية منهجية وليست تصرفات فردية، فالدولة لم تعد تحتمل النقد ولم تعد تستوعب مساحة الحرية، كما لم تعد تعنيها سمعة الكويت ولا ترتيبها بين الدول الذي يشهد تراجعا مقلقا في شتى المجالات، في التعليم ومحاربة الفساد وشفافية القوانين والإجراءات وحرية التعبير والدفاع عن المال العام، فقد أصبحنا نحتل يوما بعد يوم المراكز الأخيرة في كل ذلك دون ان تهتز لدى الحكومة أي شعرة، فالحكومة تعرف ماذا تريد، وتعرف كيف تتعامل مع من يخالفها الرأي، فهناك من يشترى بالمال وهناك من يرضى بمنصب، فإن عجزت عن احتوائه فهناك الحبس و«الشحططة» والتهم الملفقة!
بعد تحرير بلدنا من الاحتلال العراقي، كنا نضع «شريطة» صفراء للتعبير عن انتظارنا لأسرانا، اليوم أدعوكم لوضع شريطة صفراء تعبيرا عن انتظارنا لعودة الحرية المأسورة.
[email protected]