تتعرض اليابان لآلاف الزلازل سنويا بما نسبته 20% من الزلازل الكبيرة التي تصيب دول العالم بقوة 6 درجات على مقياس ريختر أو أكثر، وتتسبب هذه الزلازل في موت آلاف البشر وهدم آلاف البيوت والطرق والجسور ورلحاق خسائر مادية لا تحصى. تصارع اليابان هذه الظاهرة الطبيعية بالعلم حتى إنهم توصلوا إلى اختراع ألياف خرسانية قادرة على التمدد ومقاومة الهزات الأرضية القاتلة. وتتعرض الولايات المتحدة الأميركية سنويا لحرائق هائلة تتسبب هي الأخرى في موت الآلاف ونزوح الملايين وتوقع خسائر مادية وبشرية لا تحصى. دول كثيرة تعاني من الفيضانات التي تسحق البيوت وتقتلع الحياة من مدن وقرى بأكملها، وتعاني دول كثيرة من أعاصير وسونامي وبراكين وجفاف وعواصف ثلجية تجعل الحياة أكثر صعوبة وتخلف وراءها سنويا ملايين المشردين والجوعى والجثث. ومع هذا تبذل هذه الدول جهودا مضنية وتصرف المليارات من أجل مقاومة تلك الكوارث الطبيعية لتحافظ على حياة البشر وممتلكاتهم.
العالم اليوم مشغول بأكمله بظاهرة الاحتباس الحراري التي تهدد الحياة على سطح الأرض، فحرارة الأرض زادت عن الماضي بمقدار درجة واحدة، وهي سبب ما تعانيه الكرة الأرضية اليوم من خلل واضطراب نتيجة ذوبان الجليد وتخلخل تركيبة سطح الأرض، فضلا عما يثيره ثقب الأوزون من خلل في توازن الأشعة في عالمنا الصغير. ويشهد عالمنا اضطرابا مقلقا، وحياة الإنسان مهددة في أي لحظة بالانهيار، والعلماء منهمكون في أبحاثهم ومعاملهم لإيجاد حلول فاعلة تحمي هذا الكوكب الصغير من الدمار الذي تسببت فيه آلة الصناعة الرأسمالية البشعة. مليارات الدولارات رصدت من دول عدة للدفع بجهود العلماء وآلاف المراكز العلمية تواصل العمل ليل نهار، إذ أن العالم اليوم مهدد بارتفاع درجة حرارته درجة أخرى، وهو ما يعني الدمار الشامل بلا مبالغة. الكوارث الطبيعية باتت قلقا حقيقيا يؤرق الجميع، فضلا عن الكوارث الأخرى التي تسببها أطماع البشر وسياسات بعض الحكومات الاستعمارية ما يدفعها إلى صنع المزيد من أسلحة الدمار الشامل، عالمنا يغلي فوق صفيح ساخن، فبماذا نحن مشغولون؟ أترك الإجابة لحكومتنا «الرشيدة» ونواب الأمة وعشاق «الخبطات الإعلامية التافهة».
[email protected]