ما فعله أبطال سفن الحرية لغزة يتجاوز بكثير كل الكلمات، ويثبت بكل وضوح قدرة الشعوب الحية على فعل ما تعجز عنه الحكومات المتخاذلة والأمم المتحدة المتواطئة مع المحتل، فقد حققوا بفعلهم المشرف العديد من الانجازات لأهل غزة بالدرجة الأولى، ولفلسطين المحتلة وشعبها المنكوب. فمن أهم تلك الانجازات هذا التحرك الدولي الكبير والذي أعاد إبراز موضوع حصار غزة الظالم، فنتج عن ذلك أن قامت مصر الشقيقة بفتح معبر رفح لمرور مواد الإغاثة لإخوتنا في غزة، كما هيأ الفرصة لقيام مصالحة بين فتح وحماس نأمل أن تكتمل قريبا، وتوحدت أصوات المسلمين وأحرار العالم لنصرة الحق الفلسطيني والتنديد بجرائم الكيان الصهيوني وفضحه وفضح الانظمة السياسية المتواطئة معه مثل اميركا والغرب أدعياء الحرية والديموقراطية الكاذبة، كما ساهم هؤلاء الابطال في إعطاء تركيا فرصة اكبر لممارسة دورها السياسي الكبير والذي يجعلنا نشعر بالفخر تجاهه كونه بديلا لعجزنا وتخاذلنا نحن العرب، فضلا عن قيام كثير من دول العالم بسحب سفرائها من الكيان الصهيوني المحتل واستدعاء سفراء الكيان الصهيوني لديها، ومراجعة علاقاتها بهذا الكيان المجرم وهي كلها مكاسب لا ينكرها سوى متخاذل بلا أخلاق.
لله دركم يا أبطال الكويت المشاركين في سفن الحرية، فقد رفعتم بفعلكم البطولي رؤوسنا وأثبتم للعالم كله أن الكويت بلد الشرفاء الذي لا يتخلى عن مناصرة قضايا الشعوب المظلومة، وحمدا لله على سلامتكم وعودتكم لوطنكم وأهلكم، فشكرا لكم ولكل الشرفاء في العالم، وشكرا لمصر العروبة التي اعادت فتح معبر رفح، وشكرا لتركيا وشعبها العظيم على هذه المواقف المشرفة، والشكر موصول لنواب الامة الذين عملوا على اقرار توصية انسحاب الكويت من مبادرة السلام المشؤومة والتي لم تجلب للعرب سوى الذل والهوان والاحتقار، فالحقوق لا تأتي بالخنوع والذل، وليتنا نتعلم من بطولات حزب الله وحماس معاني الكرامة.
في أي شيء يختلف الرئيس أوباما عن الرئيس السابق بوش؟ يا سيد أوباما تستطيع أن تستمر بكلامك الجميل، ولكن لن تستطيع أن تستمر بإقناع الناس بأنك مختلف عن سابقك، فقد سئمنا الكلام والوعود التي لا تصاحبها أفعال، فأنت لم تقدم للعالم أي جيد، ومازالت سياسة بلادك وإدارتك كما هي بميزانها الأعوج ووقوفها المخجل مع الباطل ومناصرة المجرمين القتلة من عصابات الكيان الصهيوني، فإن كانت حقا تريد من شعوب الشرق الأوسط أن تغير نظرتها لأميركا، فعليك أولا أن تغير من مواقف بلادك تجاه هذه الشعوب وقضاياها.
[email protected]