أنتيغوا وبروبودا دولة حديثة الاستقلال من الاستعمار البريطاني، استقلت عام 1981 وهي عبارة عن جزيرتين صغيرتين لا يتجـــــاوز عـــــدد سكانهمــا 80 ألف نسمة، اقتصادها يعتمد على إنتــــــاج السكر والمنسوجات القطنية وصناعة البيــــــرة، ولا ندري أي تبادل تجاري وتعاون اقتصادي يمكن أن يكون بين الكويت وجزيرتي أنتيغوا وبروبودا؟!
على كل حال، قد يكون لبرنامج عمل الحكومة ذي المليارات علاقة مباشرة بالموضوع، فالحكومة «أبخص» كما تعلمون، هذا ما تعلمناه ونحن في بطون أمهاتنا قبل أن نولد، لذلك علينا أن نصدق أن خطة التنمية ستبدأ بعد هذه الزيارة التاريخية والجولات المهمة للحكومة، على أمل أن تتمكن حكومتنا الموقرة بعد كل هذه الزيارات المكوكية من حل مشكلة انقطاع الكهرباء والاستفادة من تجربة أنتيغوا وبروبودا في توفير الكهرباء لمواطنيها، إذ كما تعلمون أن مشكلة انقطاع الكهرباء في الكويت عن المستشفيات والمنازل في فترة الصيف ليست مشكلة سهلة، وحلها ليس كما يتصور بعض «السذج» بمجرد شراء محول وتركيبه عن طريق مناقصة بسيطة مع شركات موجودة ومنتشرة في بقاع العالم، فمن السذاجة الاعتقاد بأن حل مشكلة انقطاع الكهرباء بهذه البساطة، ومن لا يصدق فعليه أن يقرأ محاضر المجلس التأسيسي ليطلع على شكاوى أهالي الكويت من انقطاع الكهرباء منذ ذلك الحين، فهذه مشكلة عويصة تلاحق أهل الكويت منذ الستينيات وما قبلها، وحلها ليس كما نتصور نحن المواطنين السذج بهذه السهولة، شراء مولدات للكهرباء وتركيبها وخلاص، كلا فالمسألة تحتاج زيارات مكوكية لكل أعضاء الحكومة، خاصة في فترة الصيف للاطلاع عن كثب على تجارب تلك الدول «الباردة».
الله يخلي لنا الحكومة، عيني عليها باردة، برنامج عمل وخطة تنمية ومشاريع ضخمة ورؤية مستقبلية! صحيح أن الكهرباء مازالت تنقطع عن المستشفيات والبيوت، وأن قانونا صغيرا مثل قانون المعاقين لايزال يراوح مكانه منذ 3 أشهر بلا تنفيذ، لكن تفاءلوا أيها المواطنون، أو اشربوا من البحر.. اختاروا الأسهل!
[email protected]