كل الأديان تدعو للسلام والتآخي بين البشر، ومع ذلك يعيش العالم أبشع الصراعات والعنف الموجه ضد الأبرياء باسم الدين، هذا يعني أن غالبية «رجال الدين» غير صادقين. يقول الانجيل «من لطمك على خدك الأيمن، فأدر له خدك الأيسر» (لوقا)، ويقول القرآن الكريم (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم - البقرة)، غير أن ما يحدث هو العكس تماما، فالغرب «المسيحي» بدلا من أن يتسامح ويدير خده الأيسر لتلقي صفعة أخرى يبادر هو بالاعتداء، ونحن العرب «المسلمين» ومنذ ستين عاما وأكثر نتلقى الصفعة تلو الصفعة، وندير الخد الأيمن والأيسر ونستقبل الصفعات والركلات والرفسات بكل تواضع وأدب، كم نحن مسيحيون!
عندما كان الايرلنديون يناضلون لنيل استقلالهم، كانوا يفجرون بعض الأماكن العامة في وسط العاصمة البريطانية لندن أيضا، غير أنهم كانوا يرسلون للحكومة تحذيرا بمكان الانفجار قبل 15 دقيقة حتى يتسنى لها ابعاد الناس عن مكان الانفجار، فالنتيجة واحـــدة ولكن من دون قتل للأبرياء. فيــا ســـيد أســـامة بن لادن حتى القتال فيه قيم وله قواعد، فأرجوك توقف وتأمل مـــدى الدمـــار الذي ألحــــقته بالعالم، عشرة أعوام من التفجيرات العشوائية لم تضـــعف أميــركا ولم ترجـــع القدس ولم تخرج القوات الأجنبية من بلاد المسلمين، بل دمرت القيم وأفرزت العشرات من المجانين في عالم يكتظ بهم أصلا، أرجوك توقف وأعد حساباتك فلا أظن عنقك يحتمل كل هذه الأرواح التي أزهقت بسبب «جهادك» وجنونك وجنون أعدائك، وليس هناك أي انتصارات أو أرباح سوى لتجار السلاح.
ملايين المسلمين خرجوا في مظاهرات غضب ضد رسام الكاريكاتور الدنماركي لأنه أساء لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، ونفس الملايين خرجت غاضبة على وصف الاسلام بالارهاب من قبل المتطرفين الغربيين، وعلى دعوات حرق القرآن الكريم من متطرف وارهابي أميركي، ثم يخرج متطرف كويتي ويتطاول على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وينصب نفسه إلها ويقرر وضعها في النار، مؤلم أن يتداول العالم هذا الخبر بأن «كويتيا» تطاول على أم المؤمنين.
[email protected]