خلال كلمته بمناسبة مرور 20 عاما على الوحدة بين ألمانيا الشرقية والغربية منذ ايام، قال الرئيس الألماني كريستيان فولف «المسيحية جزء من ألمانيا، واليهودية جزء من ألمانيا، وكذلك الإسلام أصبح جزءا من ألمانيا»، وحذر فولف من أي ممارسات من شأنها التمييز بين المواطنين مهما كانت أصولهم.
وقبل ذلك قال خلفه الرئيس السابق هورست كولر ان «الإسلام دين سلام، ولا يوجد مبرر لمنع المسلمات من ارتداء الحجاب في أوروبا»، والرئيس كولر استقال في مايو الماضي من منصبه كرئيس لألمانيا الاتحادية بسبب «ادعاء» إحدى الصحف الألمانية بأنه مؤيد لمهمة الجيش الألماني في أفغانستان، فقد اعتبر هذه المزاعم بأنها «تفقد الاحترام الضروري لأعلى منصب في الدولة» كما صرح بذلك في خطاب استقالته، ومن يتابع أخبار ألمانيا سيعرف أنها أصبحت من أكثر البلدان الأوروبية تسامحا وانفتاحا مع المهاجرين وبشكل خاص مع المسلمين، رغم أن عدد المسلمين في ألمانيا لا يتجاوز مليونا وتسعمائة ألف من أصل 82 مليونا، أي ان نسبة المسلمين في ألمانيا لا تتجاوز 2.3%، ومع هذا تعد ألمانيا اليوم من أكثر الدول الأوروبية التي تمنح المسلمين حقوقهم الدينية وحريتهم في ممارسة شعائرهم بنفس القدر الذي تعطيه لبقية المواطنين مهما كانت دياناتهم وأعراقهم، في الوقت الذي تتزايد فيه حدة التيارات العنصرية في دول أوروبية «كانت» في يوم من الأيام مصدرا للتنوير والدعوة إلى المساواة. ألمانيا اليوم ليست كما كانت بالأمس، ألمانيا اليوم للجميع على قدر المساواة وليست للعنصر الآري فقط، ألمانيا اليوم حطمت العنصرية والتمييز بين البشر بتحطيم جدار برلين الذي لم يمض على سقوطه سوى عشرون عاما، في حين أننا في الكويت نصر على استخدام «سور الكويت» للتمييز بين المواطنين ووضعهم في مراتب وطبقات، رغم أن السور كان رمزا للوحدة الوطنية وتكاتف الشعب للدفاع عن الكويت!
تهنئة من القلب إلى سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية في الكويت فرانك ماركوس وللشعب الألماني الصديق بمناسبة ذكرى مرور 20 عاما على الوحدة بين الألمانيتين، وشكرا لجهود السفير من أجل افتتاح مدرسة ألمانية في الكويت قريبا رغم مماطلات وزارة التربية، وأرجو أن يحجز لي مقعدا فيها من الآن لننهل من ثقافة هذا الشعب العظيم.
[email protected]