ما أصعب الكتابة حين يتعلق الأمر بالموت، ذلك المجهول المرعب الذي يغيّب الأحباب، وتصبح الكتابة أكثر صعوبة عندما يغيّب الموت رجلا من رجالات الكويت الأوفياء بقامة العم خالد المرزوق، رحمه الله.
الموت سنة الله في الحياة، فكل نفس ذائقة الموت، غير أن ما يتركه الإنسان من سيرة عطرة وأعمال خيرة تجعل من موته مجرد رحيل لجسد، وما أكثر الأعمال الخيرة التي تركها العم خالد المرزوق، رحمه الله.
كــنت في ديوانية العم أحمد العميري فــــي رمــضـــان الماضي، وكان يحدثني عن مناقب العم خالد المــــرزوق، رحمه الله، وإسهاماته في الكويت وخارجها، والمرء يعجب كل العجب من عزيمة وهمة هذا الرجل وإصراره على الانجاز في زمن كثر فيه الكلام وقلّ فيه العمل، حدثني عن نخوته وفزعته مع أهل الكويت أينما كانوا، بل مع العرب وأهل الخليج ككل، حيث كان، رحمه الله، شديد الحرص على فتح أبواب منزله كل أسبوع ليجتمع الكويتيون بإخوانهم من جميع الدول العربية ودول الخليج في اسبانيا أو القاهرة وغيرها وكان حريصا على قضاء حوائجهم.
كنت ضمن الوفد الإعلامي الذي حضر حفل تدشين مشروع مدينة صباح الأحمد البحرية، برعاية وحضور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في ديسمبر 2009، وكم دهشت وأنا أشاهد الفيلم الوثائقي عن المشروع وبداياته التي تعود إلى عام 1989، إذ يكفي أن تعرف حجم العزيمة والإصرار على الإنجاز لرجل كافح طوال 23 عاما لتحقيق حلمه رغم الصعوبات تلو الصعوبات.
رحـم الـــله العـــم خالد المرزوق، وأسكنه فسيح جناته، وخالص العزاء لأسرة المرزوق الكرام بمصابهم الجلل، ولكنها إرادة الله عز وجل وأمانته التي عادت إليه سبحانه وتعالى، ومن يترك أبناء مخلصين يسيرون على درب والدهم، ويترك سيرة مليئة بأعمال الخير ومحبة الناس لا يكون موته سوى رحيل للجسد وبقاء للروح.
[email protected]