محمد الخالدي
عبدالكريم العنزي شاب كويتي طموح يمثل أروع الأمثلة للإصرار والعزيمة وتحدي الاعاقة، رفع اسم الكويت عاليا في أكثر من محفل حتى استحق عن جدارة لقب «سفير المعاقين»، يقدم الأمل والتفاؤل والروح الوثابة الى الانجاز بدلا من الاحباط والتقوقع على الذات الى مئات الشباب ممن ابتلاهم الله عز وجل بمرض في الجسد. فماذا نتوقع من الدولة اذن للأخذ بيده هو وأمثاله لتؤكد على ما نسمعه على لسان كثير من مسؤولي وزارتي الشؤون والتربية؟ يفترض ان نتوقع ما لا عين رأت ولا خطر على عقل من الخدمات والتسهيلات. ولكن ما الذي يحدث على أرض الواقع؟!
تقدم هذا الشاب الطموح الى ادارة المعهد العالي للفنون المسرحية بطلب الالتحاق بالمعهد حيث لديه رغبة في مواصلة تعليمه في تخصيص النقد المسرحي، وهو المجال الذي يعرفه ويتمنى ان يكمل مسيرته فيه، إلا أنه اصطدم بمدير المعهد الذي تفننّ بوضع العراقيل وتكسير المجاديف أمام طموح هذا الشاب بكل «نحاسة»، فتارة يقول له كيف ستؤدي دورا تمثيليا وأنت مقعد على كرسي متحرك، وتارة يقول له ان المعهد لا يوجد به مصعد خاص للمعاقين، وتارة يرفض قبوله بحجة ان شهادة الثانوية قديمة، وصاحبنا يقدم له الحلول ويوضح له انه قادر على الدراسة والعطاء مثله مثل أي شاب آخر، وان اعاقته لا يمكن ان تجعله أسير اليأس والتراجع، ولكن لا حياة لمن تنادي!
اتصلت هاتفيا بوزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح وشرحت لها ما يعانيه هذا الشاب وناشدتها ان تتدخل وتستثنيه من بعض تلك الشروط والعراقيل التي يسعى مدير المعهد الى وضعها في طريقه، فقامت الوزيرة مشكورة بتحويل الطلب الى مدير المعهد تطلب فيه الإفادة، فقال مدير المعهد انه سيشكل لجنة من أساتذة المعهد ليقرروا بعدها امكانية قبول صاحبنا العنزي، ثم قال بعد ذلك ان اعضاء اللجنة رفضوا الطلب، مع انني اتصلت هاتفيا ببعض الأساتذة في المعهد والذين أكدوا لي انه لم تشكل أي لجنة ولم يجتمع بهم مدير المعهد ولم يطرح موضوع قبول سفير المعاقين عليهم على الاطلاق! ولا أفهم السر وراء اصرار هذا المدير العجيب على رفض طلب هذا الشاب لمواصلة تعليمه وتحسين وضعه!
مرة اخرى أناشد وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي التدخل لإعطاء عبدالكريم العنزي فرصة لممارسة حياته مثل بقية البشر، والأخذ بيده لتحقيق حلمه وطموحه المشروع، فالوزيرة تملك الحق في استثناء من تشاء والقانون يعطيها عددا من المقاعد في جامعة الكويت والتطبيقي والمعاهد العليا، فهل هذا المطلب كثير على شاب مقعد تمتلئ روحه بالتفاؤل والرغبة الصادقة في تطوير ذاته يا أم عادل؟!