محمد الخالدي
تلعب المملكة العربية السعودية ومنذ فترة طويلة من الزمان دورا رياديا في لم شمل كثير من الفرقاء في العالمين الإسلامي والعربي، وهو أمر ليس بالغريب على المملكة ورجالاتها بكل تأكيد.
وعندما نتحدث عن هذا الدور الكبير للشقيقة السعودية نستذكر الدور الكبير للملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله في جمع القوى السياسية اللبنانية وخروجها فيما بات يعرف باسم «اتفاق الطائف» والذي يصادف في 30 سبتمبر الجاري الذكرى الثامنة عشرة حيث وقع الاتفاق عام 1989 ووضع حدا لحرب أهلية دامت عشرين عاما.
كما نستذكر مواقف الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه في مختلف القضايا الاسلامية والعربية ومنها موقفه المشرف تجاه ما تعرضت له الكويت من احتلال غاشم عام 1990.
وها هو اخوه الملك عبدالله بن عبدالعزيز يواصل هذه المسيرة المباركة ويؤكد على هذا الدور الريادي للمملكة من خلال «اتفاق مكة» في فبراير الماضي والذي وفق فيه بين فتح وحماس لتناسي خلافاتهما وصراعهما على السلطة والتفرغ للعمل الوطني لتحرير فلسطين، الا ان القسم الذي اقسمه قادة الحزبين امام بيت الله الحرام يبدو انه لم يكن له في نفوس المتصارعين أي أثر.
وكذلك ما قامت به المملكة من جهود مباركة في توقيع اتفاقية تعزيز العلاقات التشادية - السودانية في ابريل الماضي والتي وضعت حدا للنزاع الطويل بين البلدين، اضافة الى دور الملك عبدالله بن عبدالعزيز في لم شمل الفرقاء الصوماليين في الأسبوع الماضي، وهي كلها جهود مباركة تؤكد على مكانة المملكة العربية السعودية وثقلها في العالمين الاسلامي والعربي دون ان ننسى جهود أحد رواد الديبلوماسية العربية الأمير سعود الفيصل.
ان ما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود وما تقدمه من مبادرات في طريق السلام انما يدل دلالة قاطعة على اهتمام قادتها بقضايا العالم وما تعانيه الشعوب من آلام وحروب، ورغبتها الصادقة في حل الخلافات بين البلدان والقوى السياسية المتصارعة على السلطة، وهو نهج سياسي متأصل في سياسة المملكة قائم على مبادئ الإسلام الحنيف بلا شك. فبارك الله هذه الجهود الطيبة وأعان قادتنا على ما فيه خير هذه الأمة وصلاحها.