محمد الخالدي
صدرت أخيرا نشرة من مكتب الوكيل المساعد للشؤون الادارية في وزارة التربية تنص على حرمان الموظف الذي لديه طفل معاق من اجره في حال حصوله على تخفيف عمل لمدة ساعة في بداية الدوام أو نهايته، على الرغم من انه في السنوات السابقة كان الموظف المعيل لمعاق يمنح تخفيف عمل لمدة ساعة دون ان يخصم ذلك من راتبه.
وعليه فقد حرم هذا القرار عددا كبيرا من الآباء والأمهات من العاملين في وزارة التربية ممن ابتلاهم الله بطفل معاق من هذه الميزة التي كانت تخفف بعض الشيء من آلامهم ومما يعانونه من تعب وشقاء جراء رعايتهم لأطفالهم المعاقين.
وقبل ذلك كانت الخــــطوط الجوية الكويتية تمنح المعاق ومرافقه خصما بقيمة 50% على تذاكر السفر، ثم تقلصت هذه الميزة شيئا فشيئا لتصبح 50% لمرة واحدة في السنة ولا يحصل عليها المعاق ومرافقه الا «بطلوع الروح»!
لا أدري حقيقة كيف افهم حديث بعض نواب مجلس الأمة ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل حول اهتمام الدولة بالمعاقين والعمل على تسهيل أمور ذويهم في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تراجعا حقيقيا يوما بعد يوم في الكثير من الخدمات والامتيازات التي منحت لهم في السابق؟! ولا أدري كيف يفهم السادة نواب الأمة ومسؤولو وزارة الشؤون وغيرها من وزارات الدولة الرغبة السامية لصاحب السمو الأمير في تحسين ظروف المعاقين والتخفيف عن أولياء أمورهم وبأي صورة يترجمون توجه القيادة العليا في البلاد الرامي الى النهوض بمستوى الخدمات والامتيازات المقدمة للمعاقين، واضح ان هذا الفهم يسير بطريقة مقلوبة!
يشهد المجلس الأعلى للمعاقين منذ فترة ليست بالبسيطة تراجعا كبيرا في جميع الخدمات المفترض تقديمها للمعاقين بصورة تليق بهم وبذويهم وتعكس بحق اهتمام الدولة بهذه الفئة، كما انني ادعو للنظر في عدد من لديهم شهادات اعاقة لهم ولأولادهم ولأمهاتهم وخالاتهم وعماتهم من موظفي المجلس الأعلى للمعاقين وما هي نوع الاعاقة. ولكن «ان غاب القط العب يا فار»!!!
قال صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ذات مرة ان مشكلة البلد تكمن في الحسد، واذا تأملنا كثيرا من قرارات بعض المسؤولين في مختلف قطاعات الدولة نجد انها تعبر بكل دقة عما تحدث عنه صاحب السمو الأمير، فليس لها أي مبرر سوى «النحاسة» والحسد، خاصة ما يتعلق منها بتقديم بعض الامتيازات لأناس ابتلاهم الله بآفة في الجسد تتطلب من الدولة القيام بدورها تجاههم كما ينص على ذلك الدستور، ولكن ماذا نقول فيمن «يحسدون حتى الميت على موتة الجمعة»؟!
ومنا الى وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح التي لم تتوقف طوال فترة عملها في وزارة التربية الطويلة حتى توليها حقيبة الوزارة عن ترديد القول باهتمام الوزارة بالعاملين وحرصها على ان تكون مهنة التدريس جاذبة وليست طاردة، فأين هو الانجذاب والمعلمون يرون مثل هذه القرارات الجائرة تزيد من همومهم وتحط من قدرهم يوما بعد يوم، في حين ينعم زملاؤهم ممن يحملون نفس الشهادات في أماكن اخرى بكثير من الامتيازات وقليل من الحسد والنحاسة.