فجأة سمعنا عن انتهاء انتخابات جمعية المعلمين التي تمت بالتزكية، وبهدوء غادر الزميل العزيز عايض السهلي، وبنفس التصريحات دخل الزميل متعب العتيبي، وجموع المعلمين والمعلمات لا يزالون يعانون نفس مشكلات القرن الماضي. أعزاءنا في جمعية المعلمين، كل الجمعيات والنقابات والتخصصات حققوا مطالب موظفيهم وعمالهم إلا نحن المعلمين، ألا ترون أننا سئمنا من عدم الاستجابة لمطالبنا؟!
محزن أن تكون قضية المواطنة والوحدة الوطنية أحد هموم الدولة واهتماماتها الأساسية، ثم تأتي وزارة التربية وتلغي مادة علم الاجتماع التي يفترض أنها أهم المواد العلمية المعنية بتعزيز هذا الجانب، ألا يكفي وجود هذا الكم الكبير من المناهج السخيفة لتزيدوا عليه إلغاء المناهج الجيدة؟ العالم يقفز إلى الأمام ونحن لا نزال ندرس مناهج العصور الوسطى، فأي خواء هذا وأي قرف؟!
أستغرب ممن استكثر على زملائنا المعلمين الوافدين عمل صفحة على الفيس بوك للمطالبة ببعض الحقوق المشروعة، والأغرب أن يتم النظر إليهم بنظرة عنصرية وفوقية بغيضة، فالبعض يرى نفسه بدرجة أعلى من بقية البشر، تماما كما يرى اليهود أنفسهم كذلك. لكل إنسان الحق في التعبير عن آرائه والمطالبة بحقوقه، لماذا يكون ذلك مقبولا من البعض ومرفوضا من غيرهم؟ المعلم الكويتي يشتكي ـ وأنا منهم ـ من تردي التعليم وسوء المعاملة، فلماذا لا ينطبق هذا على المعلم الوافد وهو يؤدي نفس العمل ويتعرض لنفس الضغوط؟ ثم إن تحسين مستوى المعلم سواء الكويتي أو الوافد هو بالنهاية استثمار ناجح لأبنائنا ومستقبل بلدنا، والمعلمون الوافدون مطالبهم بسيطة ومشروعة، فهل يعقل أن يتساوى المعلم حديث التعيين مع معلم خدمته أكثر من عشرين عاما؟ أين الخطأ في المطالبة بعلاوة دورية بسيطة تتناسب مع سنوات الخدمة؟ من حق الوزارة أن تضع شروطا محددة عند التعاقد مع المعلم الوافد، ولكن ليس بصورة تعسفية يعامل فيها هؤلاء المعلمون الأفاضل بنظام أشبه بالسخرة، كما أن من حق المعلمين أن يطالبوا بحقوقهم كما يشاءون مادام ذلك يتم بصورة حضارية وسلمية، يقول الله عز وجل في الحديث القدسي «الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار»، فاتقوا الله فإنكم غير مخلدين.
يبدو أن وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي د. موضي الحمود ستدخل موسوعة «غينيس» بكثرة الوعود التي لم تتحقق، فالوزيرة منذ توليها حقيبة الوزارة وحتى اليوم جعلتنا نعيش في أحلام وردية وأوهمتنا بأنها ستجعل مدارسنا أفضل من مدارس طوكيو وميونيخ، «إشي سبورة ذكية وإشي لاب توب لكل طالب»، وكأن تطوير التعليم متوقف عليهما، ولو أن الوزيرة كلفت نفسها بزيارة «حقيقية» لبعض المدارس وشاهدت بنفسها المباني المهترئة التي تفتقر لأبسط متطلبات التطوير من بنية تحتية لما تحدثت عن «لاب توب لكل طالب» والذي أصبح مثل الآلة الحاسبة يوزع مع «سندويشات الهمبرجر».
وزارة التربية يديرها «نخبة» من الإداريين وغير التربويين ثم تتحدث الوزيرة عن إصلاح وتطوير التعليم وكأن الناس لا يفهمون، توزيع المناصب يتم على حسب درجة التزلف والمحاصصة الطائفية البغيضة، أما الكفاءة فهي ترف زائد عن الحاجة، عامان والجماعة في «التربية» متعثرون بمناقصة شقيق وكيل الوزارة المساعد للمالية، وعامان لاختيار مديرين عامين لمنطقتي الجهراء والعاصمة التعليميتين، وعامان لاختيار مدير الجامعة، وتلاعب بمصير آلاف الشباب الدارسين في الجامعات الخاصة، تارة تعتمد وتارة يلغى الاعتماد… الخ، وزيرة بهذا الأداء هل تستحق الاستمرار؟!
[email protected]