محمد الخالدي
على الرغم من أن زيادة أسعار البترول تصب في مصلحة الكويت حيث إنها تعتمد على تصديره كمصدر أساسي ووحيد في دخلها القومي، فإنني أشعر بالغثيان والحزن كلما قرأت عن ارتفاع أسعار البترول والسبب أننا نلاحظ ومنذ فترة أنه كلما زاد سعر البترول ازدادت معاناة المواطنين وتأزمت المشكلات السياسية في الكويت أكثر فأكثر حتى بت أعتقد بأن هناك علاقة بين الأمرين لا «خلاص» منها!
خلاص نريد الخلاص يا حكومة ويا برلمان، حرام عليكم ما يحدث في البلد من جمود وصراع وعرقلة للمشاريع التنموية التي من شأنها النهوض بالكويت مرة أخرى وتوفير متطلبات المواطنين.
خلاص حرام عليكم يا نواب نصف المواطنين أصبحوا «وزراء سابقين» وخلال فترة قصيرة دون أن تعطى الفرصة لأي منهم للقيام بأي شيء فكل القرارات الوزارية مرفوضة مسبقا وكل الوكلاء مغضوب عليهم من هذا أو ذاك.
وخلاص حرام عليكم يا حكومة تعبنا من هذا الوضع المتأزم فالنواب على حق حين يعطونكم بعض الملاحظات عن تجاوزات صارخة وواضحة وموثقة بمستندات رسمية ومع هذا لا يتخذ الوزراء أي اجراء حقيقي لمحاسبة المقصرين ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب على أساس الكفاءة لا المحسوبية.
«خلاص ملينا» أكثر من 30 عاما والحكومة بلا برنامج ولا خطة عمل ولا رؤية، «خلاص تعبنا» من ركن القانون على الرف وضياع هيبته حتى أصبحنا غرباء في بلدنا وأصبحت الأولوية للوافدين مع احترامنا لهم.
«خلاص زهقنا» من هذا الوضع البائس، سعر البترول وصل الى 80 دولارا وأكثر من ثلث الشعب «مديونين وعايشين» على أمل زيادة هنا أو منحة من هناك ووصل بهم الحال الى أن يقفوا طوابير طويلة أمام بيت الزكاة!
خلاص حرام عليكم ايرادات الدولة من النفط فقط 150 مليون دولار يوميا في حال كان سعر البرميل 60 دولارا غير الاستثمارات الخارجية التي لا يعلم أحد عنها شيئا ومع هذا فمعظم مؤسساتنا الحكومية من مبان مدرسية متهالكة بنيت منذ الستينيات والسبعينيات، وكثير من مناطقنا بلا خدمات هاتفية ولا صحية ومعظم شوارعنا مغلقة للتصليحات التي تستمر لشهور متواصلة على حفرة صغيرة!
خلاص وخلاص وخلاص تعبنا من التذمر والتحلطم والشكوى والاحباط ونحن نرى العالم من حولنا يتقدم ويتطور ونحن نراوح في مكاننا ونجتر المشكلات نفسها منذ 30 عاما وأكثر بلا حلول وبلا حتى أمل!
خلاص يا جماعة البلد حالها واقف بسبب حالة الشد والعناد بين المجلس والحكومة على أشخاص ومناصب وكأن الجميع يريد أن ينهب البلد وأصبح القول «من صادها عشّى عياله» هو المبدأ السائد.
خلاص ارحمونا وارحموا الكويت وارحموا مستقبل أبناء الكويت.
وقفة
قررت تأسيس حركة سياسية جديدة أطلقت عليها اسم «خلاص» وشعارها «خلاص.. نريد الخلاص» والدعوة عامة لجميع أبناء الكويت للمشاركة فيها حتى نوصل أصواتنا الى السلطتين التشريعية والتنفيذية ونقول لهم «خلاص تعبنا.. ملينا.. نريد الخلاص من هذا الوضع المزري».